فى دوريته اليومية لشراء احتياجات سكان العقار، تعثر «بدوى»، البواب، فى جمع من البشر، قاده فضوله إلى الارتكان لهم، بحثاً عن الخبر اليقين، ليفاجَأ بهم يتابعون محاولة إبطال عبوة ناسفة عُثر عليها فى موقف فى ميدان الحجاز على مقربة من العقار، فانضم إليهم رافضاً محاولات الأمن إبعاده عن المنطقة، مبرراً: «سيبونى أتعلم». فطن الرجل، بذكائه الفطرى، لكون الجسم المعدنى الملقى على الأرض قنبلة، وأن الرجل الذى انكفأ عليها بالطبع خبير مفرقعات، قبل أن يلفت انتباهه «تايمر» الغسالة الموجود فى الجسم المعدنى، واصل متابعته بعينيه، ولسانه لم يكف عن سؤال المحيطين به: «هما لقوها ازاى؟ يعنى ازاى تعرفوا إن دى قنبلة؟»، فجاءه رد أحدهم: «كان فيه قنبلة فى الأتوبيس، آخر واحد نازل لقاها تحت كرسى الكمسرى جوه شنطة، شك فيها وفتحها لقاها قنبلة»، بمزيد من الرعب تلقى حارس العقار الأنباء عن القنبلة التى يجرى تفكيكها إلى جواره. «معمولة بتايمر غسالة وشديدة الانفجار».. واصل «بدوى» أسئلته عن طريقة تفكيكها، ما هال المحيطين به، ما دفعهم لسؤال: «عايز تعرف طريقة تفكيكها ليه؟ تكونش هتشتغل خبير؟»، رد عليهم «بدوى» بثقة متناهية: «أنا بواب.. مش لازم أعرف القنابل دى شكلها إيه وبتتفك ازاى؟ افرضوا جم يفجروا العمارة عندى!»، منطق البواب أضحكهم، لكنه لم يهتم، مبرراً وجهة نظره: «صوَّرتها عشان آخد بالى». لم يكن «بدوى» وحده الذى صور القنبلة أثناء إبطال مفعولها، شاركه كل من حوله من المواطنين بعدما أقنعتهم وجهة نظره، ودار نقاش بينهم حول الأمر: «صحيح لازم الواحد ياخد باله من أى جسم معدنى يشوفه ولو بالصدفة»، قالها أحدهم ليجيب «بدوى»: «الدنيا ملهاش أمان والكراكيب مالية البيوت وقدام العمارات أكوام زبالة ممكن واحد ابن حرام يرمى فيها قنبلة ونروح فى شربة مية». يؤمن «بدوى» أن العمر واحد والرب واحد، لكنه الحرص الذى لا يمنع القدر. ويقول: «دورى إنى أحمى نفسى والعمارة اللى شغال بواب عليها، دى أمانة متعلقة فى رقبتى». «بدوى» أصبح يشك فى أى شخص يحمل حقيبة، ويوقن أن المقصود بالإيذاء ليس الحكومة أو الجيش أو الشرطة: «هو الفريق السيسى هيركب أتوبيس ولا الحكومة هتقطع تذكرة؟ الإرهابيين بيحاربوا الغلابة، لو الحل يمنعوا الناس تشيل شنط لحد ما الاستفتاء يخلص أنا موافق والناس هتوافق، هنمنع الشنط!».