استمعت نيابة المنصورة، أمس، إلى أقوال 355 ضابطا ومجندا بمديرية أمن الدقهلية، من بينهم مدير الأمن، اللواء سامى الميهى، ومدير المباحث الجنائية و15 مدنيا، أكدوا أن مجهولا كان يقود سيارة مفخخة اقتحم الجراج المخصص لسيارات الشرطة الكائن بين المجلس المحلى ومبنى مديرية الأمن بعد منتصف ليل أمس الأول. وقال شهود عيان إن انتحاريا هو من نفذ العملية وكان ملثما، وانتدبت النيابة فريقا من الطب الشرعى والأدلة الجنائية للوصول إلى نوعية المادة المستخدمة فى التفجير. كانت فرق من النيابة العامة وجهاز الأمن الوطنى وجهة سيادية انتقلت إلى مكان انفجار مديرية أمن الدقهلية، وفرضت كردونا أمنيا ب6 تشكيلات أمنية، بالإضافة إلى حواجز حديدية على موقع الحادث. وأجرت النيابة معاينة تصويرية لمبنى مديرية الأمن الذى انهار بالكامل، بالإضافة إلى حوالى 35 منزلا ومحلا تجاريا، من بينها المسرح القومى المكون من 5 طوابق، ومبنى المجلس المحلى لمدينة المنصورة، ومبنى بنك المصرف المتحد، ومكتبا صرافة، والعشرات من المحلات التجارية، ومنعت الشرطة المواطنين من دخول مبنى مديرية الأمن من الخلف خوفا من سرقة أسلحة المجندين والضباط. من جهته، كشف اللواء محمد جمال، مدير إدارة المفرقعات بوزارة الداخلية، ل«الوطن»، أن التفجير تم باستخدام حوالى 360 كيلوجراما من مادة «tnt» شديدة الانفجار، على طريقة تفجير فندق طابا السياحى منذ سنوات. وقال «جمال» إن الإرهابيين لجأوا إلى الشارع «الضيق» بين مديرية الأمن، ومبنى المجلس المحلى ومبنى المسرح القومى ليلحقوا أكبر الخسائر بالأرواح، كما استخدموا سيارة نصف نقل لكى تساعدهم على اختراق مبنى المديرية، موضحاً أن فريق خبراء المفرقعات ما زال يرفع البصمات ويأخذ العينات من موقع الحادث. فيما رجح مصدر بجهاز الأمن الوطنى، وجد فى مكان الحادث، أن تكون جماعة «أنصار بيت المقدس» من نفذت التفجير، بعد أن هددوا الشرطة والجيش منذ يومين، وذلك للرد على عمليات الشرطة والجيش الناجحة فى شمال سيناء. وأوضح المصدر أن الإرهابيين رصدوا تحركات الضباط أكثر من مرة لمعرفة ميعاد وخروج السيارات، لأن مبنى المديرية مؤمن ولا يمكن الدخول إليه إلا للجهات الشرطية. ولفت المصدر إلى أن مديرية أمن الدقهلية رصدت منذ شهر ونصف الشهر، تحركات خلية إرهابية تضم 7 عناصر، شاركوا فى اغتيال المقدم محمد مبروك، ويحاولون اغتيال 5 قيادات بوزارة الداخلية فى محافظات الوجه البحرى، وذلك بهدف تشتيت رجال الشرطة بعد قيام الأمن الوطنى بتحديد أعضاء الخلية وكان من بينهم سعيد الشحات الإرهابى الذى فجر نفسه منذ أيام أعلى سطح عقار. وأوضحت مصادر أمنية أن أحد المصابين المدنيين شاهد السيارة وهى تقتحم الحاجز الحديدى وتصدم مجندين ثم تنفجر، مرجحة القبض على بقية الجناة خلال ساعات وتقديمهم إلى العدالة.