سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
تفاصيل 8 ساعات من «معركة المهدية».. البداية: كمين من التكفيريين.. والنهاية: الصاعقة تحاصر «المنيعى» و«علام» الآلاف يشيعون جثمان الشهيد ملفوفاً بعلم مصر وسط زغاريد النساء.. ويهتفون: القصاص القصاص
فرضت القوات الخاصة وعناصر الصاعقة، ظهر أمس، حصارا محكما على قرى المهدية والمقاطعة والتومة، جنوب رفح، وطالبت أهالى القرى الثلاث بالتزام منازلهم، وسط توافد تعزيزات أمنية وعسكرية ضخمة استعداداً لشن حملة مداهمات موسعة لضبط عناصر جماعة أنصار بيت المقدس وعلى رأسهم القيادات الثلاثة، كمال علام وشادى المنيعى وابن عمه سليمان محمد حرب المنيعى، المتورطون فى الهجوم على قوات الجيش، أمس الأول، الذى أسفر عن استشهاد مجندين ومواطن وإصابة 12، إضافة إلى مقتل 3 تكفيريين. وقال مصدر أمنى: إن التكفيريين حاولوا نقل ميدان المعركة من رفح للعريش، وشنوا أمس هجومين فاشلين على مدرعات الجيش بالمدينة لإرباك القوات بعد محاصرتها القيادات الإرهابية فى رفح. وأوضح المصدر أن مسلحين أطلقوا قذائف «آر بى جى» على مدرعتين بطريق المطار، دون أن يسفر ذلك عن إصابة المدرعتين، مضيفا أن القوات فجرت «عبوة ناسفة» عثرت عليها بطريق المطار، زرعها عناصر الإرهاب لاستهداف مدرعات الجيش. وكشفت مصادر أمنية وشهود عيان عن تفاصيل «معركة المهدية»، وقالت المصادر: إن المعركة بدأت بكمين نصبه مسلحو جماعة أنصار بيت المقدس، واستمرت لمدة 8 ساعات متواصلة، واستخدم خلالها الإرهابيون أسلحة حديثة وقذائف «آر بى جى» ومضادات طائرات وقنابل يدوية، ما أدى لاستشهاد مجندين ومواطن وإصابة 12، حتى وصلت تعزيزات عسكرية واشتبكت معهم وتمكنت من قتل 3 منهم، لتختفى العناصر الإرهابية وتختبئ داخل القرية، بعد فرض قوات الجيش حصارا محكما على القرى الثلاث. وفجر الأهالى مفاجأة، بعد تأكيدهم تنظيم العشرات من مقاتلى «أنصار بيت المقدس» مسيرة بسيارات «كروز» وملاكى، قبل ساعة من الاشتباكات. وقال الشهود: إن المسيرة طافت شوارع قرية المقاطعة، ووضع التكفيريون دمية كبيرة ترتدى ملابس ضباط الجيش على مقدمة إحدى السيارات الكروز، فيما رفعت السيارات الأخرى أعلام تنظيم القاعدة. وأكد الشهود أن المسيرة ضمت عشرات الملثمين، مضيفين أن غالبية العناصر يبدو أنها كانت من خارج مصر ومدربة تدريبا جيدا على القتال. وأوضحت المصادر أن المعركة بدأت بعملية خداع لقوات الجيش؛ حيث استدرجتهم الجماعة التكفيرية لمكان مهجور بقرية المهدية، وبمجرد دخول القوات حاصروها وانهالوا عليها بوابل من الأعيرة النارية، أسقطت مجندين وأصيب 8 آخرون. وقال مقربون من التكفيريين: إن عناصر بيت المقدس، بقيادة شادى المنيعى وكمال علام وسليمان حرب، رصدوا سيارتين «كروز» وسيارتين «همر»، أثناء توجهها إلى المهدية، بعد تلقى الأمن معلومات بوجود ياسر إبراهيم السريع، أحد التكفيريين بالقرية، وما إن وصلت إلى مثلث بين المهدية وشبانة والمقاطعة من الناحية الجنوبية حتى قام أكثر من 50 مسلحا يستقلون 5 سيارات و12 دراجة نارية بمباغتة القوات الأمنية من 3 جهات، وأمطروها بجميع أنواع الأسلحة من مضادات للطائرات وأسلحة متعددة و«آر بى جى» وأسلحة آلية ومضادة للدروع عيار «5٫14م». وأوضح شهود العيان أن المعركة استمرت نصف ساعة، قبل أن يتمكن الجنود من الانسحاب بعد قصف سيارة كروز بالمضادات، ما أدى إلى استشهاد مجند، مضيفين أن الجنود سحبوا 7 مصابين وشهيدا آخر، وتراجعوا لأكثر من 10 كيلومترات، لترتيب صفوفهم وطلب الدعم، مضيفين أن تعزيزات ومعها سيارات إسعاف وصلت للمكان بعد ساعتين من الاشتباكات. وقال الأهالى: إن التكفيريين مثّلوا بجثمان المجند السيد أحمد عليوة، الذى كان يقود السيارة الكروز التى تم تفجيرها، وسحلوه وربطوه فى سيارة نصف نقل، وطافوا بجثمانه شوارع القرية، قبل أن يتركوه على ناصية أحد الشوارع، ليسارع المواطنون بإبلاغ القوات الأمنية عن مكان الجثمان، لتهرع بعدها قوة من الجيش وسيارة إسعاف لنقل الجثمان. فى هذه الأثناء، فرضت قوات الجيش حصارا محكما حول قرى المهدية والمقاطعة والتومة، لمنع هروب الإرهابيين، وهاجمت القوات، التى أعادت ترتيب صفوفها، مجموعة من المسلحين، وقتلت 3 منهم، ليختبئ باقى الإرهابيين فى المهدية والجورة، بعد عجزهم عن الهرب. كما حلقت طائرتان «أباتشى» فوق قرى المهدية والتومة والمقاطعة، جنوب الشيخ زويد، وقصفتا أهدافاً إرهابية بها. وقالت مصادر أمنية: إن الاشتباكات أسفرت عن استشهاد مجندين، هما: عادل محمد الشربينى، 22 عاما، والسيد أحمد عليوة، 22 عاما، وإصابة 7 آخرين من الجيش، هم: المساعد إبراهيم أحمد إسماعيل، 28 عاما، بجرح قطعى بالرقبة، والمساعد محمد السيد سلامة، 30 عاما، بطلق نارى بالفخذ، والرقيب محمد عبدالجواد، 25 عاما، بردود وكدمات، والمجند صفوت محمد أبوالخير، 21 عاما، بشظايا بالرقبة والوجه، والمجند أحمد محمد سالم، 21 عاما، بجرح قطعى بالوجه، والمجند أحمد عبدالراضى على، 21 عاما، بشظايا متفرقة، وخالد السيد أحمد 21 عاما، بشظايا متفرقة بالجسم، وتم نقلهم جميعاً لمستشفى العريش العسكرى. كما تم استشهاد مواطن وإصابة 4 مدنيين آخرين ومقتل 3 عناصر تكفيرية من جماعة «أنصار بيت المقدس». إلى ذلك، نفى مصدر أمنى بشمال سيناء ما تناقلته بعض وسائل الإعلام، مساء أمس الأول، حول تمكن قوات الجيش من قتل شادى المنيعى، زعيم «أنصار بيت المقدس» بقرية المهدية. وأكد المصدر أن شادى المنيعى وسليمان حرب المنيعى، ابن عمه، ومعهما كمال علام، لا يزالون مختبئين فى المنطقة التى يحاصرها الجيش. وشيع الآلاف من أهالى قرية المهندس بمركز شربين، بالدقهلية، أمس، جنازة الشهيد عادل أحمد زكى الهلالى، 22 سنة، الذى استشهد خلال الاشتباكات بين قوات الجيش وإرهابيى «أنصار بيت المقدس» فى رفح، أمس الأول. ووصل جثمان الشهيد ملفوفا بعلم مصر إلى القرية داخل سيارة إسعاف تابعة للقوات المسلحة، وأدى الأهالى صلاة الجنازة، بحضور عدد من المجندين، من زملاء الشهيد، والعميد مجدى أبوشادى، مأمور مركز شرطة شربين، والرائد أحمد حسين، رئيس المباحث. وردد المشاركون فى الجنازة، هتافات تندد بالإرهاب مثل: «يا شهيد نام واتهنى واستنانا على باب الجنة» و«القصاص القصاص.. قتلوا إخوتنا بالرصاص»، واستقبلت النساء الجثمان بالزغاريد، فيما انهارت صابرين القطب عيسى، والدة الشهيد، وسقطت مغشيا عليها، وقامت النساء بإفاقتها. وقالت والدة الشهيد، فى تصريحات ل«الوطن» إنه كان عائلها الوحيد بعد وفاة والده قبل شهرين الذى كان يعمل فلاحا، خصوصا أن أخاه الأكبر «محمد» يعمل خارج البلاد، مضيفة: «كان باقى له على انتهاء خدمته فى القوات المسلحة 25 يوم فقط، وكان بيحلم باليوم ده، عشان يتفرغ لمساعدتى، ولخطيبته التى وعدها بالزواج». وصرخت الأم قائلة: «منهم لله الكفرة الظلمة، الإسلام برىء منهم، علشان يرجعوا لى ابنى العريس ملفوف فى الكفن، لن أسامحهم أبدا فقد حرمونى من ضناى حبيبى، ومش عارفة محمد ابنى التانى هيعمل إيه لو عرف الخبر». أما إيمان وحنان، شقيقتا الشهيد، فلم يتوقفا عن البكاء، ونعتا شقيقهما قائلتين: «من يومك وأنت شهيد يا عادل، وكل أهل القرية بتحكى عن شهامتك ورجولتك ياخويا». وقال ربيع الخميسى، أحد أقارب الشهيد: «علمنا بالخبر من وسائل الإعلام، وعادل شاب طموح، بعد أن انتهى من دراسته فى الدبلوم كان يراعى والده وكانت صدمته كبيرة فى وفاة والده، ولكن ما كان يطمئن أمه أن عادل لا يزال بجوارها ولكن الإرهابيين قتلوه».