"ليه بتكتب عرب فرانكو؟" سؤال يتردد إلى حد الإزعاج، ومع الوقت يتعايش الجميع مع إجاباته المختلفة باعتباره أمرا واقعا، ويتم تناسيه، حتى تعبر جملة لا تلفت أذهان الكثيرين في الأخبار اليومية بأن 18 ديسمبر هو "اليوم العالمي للغة العربية"، ويتأنب ضمير السامع لدقائق، ويعاود السؤال مرة أخرى، "ليه بنكتب عرب فرانكو؟". ويشعر البعض لدقائق بأنها ربما تكون مؤامرة مدبرة، لأنه وفقًا لرأي إسراء بدوي، أحد الكاتبين بطريقة "العرب فرانكو"، بأن "حروف الإنجليزي واضحة بشكل أكبر على لوحة المفاتيح، بينما حروف العربي أصغر حجما، ومن ناحية أخرى تتغلب لغة الدراسة على طبيعة حياة الشخص، فدراستي كانت أغلبها باللغة الإنجليزية ولطبيعة عملي بمنظمة لتعليم الأجانب فيتغلب الإنجليزي على كتاباتي، وحفظت أماكن الحروف الإنجليزية، ولا يمنع ذلك أن أكتب بالعربي لو مش مستعجلة لأني بضطر أبص لحروف العربي في لوحة المفاتيح". وأضافت إسراء، في حديث ل"الوطن"، أن لديها أختا درست في تخصص "اللغة العربية" ولا تقبل مطلقا الكتابة ب"العرب فرانكو" رغم معرفتها به، لأنه لا ينطبق مع حياتها التي اعتادت عليها". "كتير من الشباب بيكتبوا ب (العرب فرانكو) لأنها مش مفهومة عند الناس كلها وبشكل خاص الآباء والأمهات" من الأسباب التي أرجعت إيمان مهيب، أحد الكاتبين بهذه الطريقة، ل"الوطن"، مشيرة إلى أنها مجرد ثقافة عامة متنقلة، بمعني أنها تجد إحدي صديقاتها تكتب بها فتسأل عنها وتبدأ في الكتابة بها هي الأخرى وهكذا، لافتة إلى أن البعض الآخر يعتبرها "روشة وسهلة ولذيذة". ويرى الدكتور عبدالرحمن الشرقاوي، الأستاذ بقسم اللغة العربية بكلية الآداب جامعة القاهرة، في حديث ل"الوطن"، أن هذه الطريقة الكتابية يطلق عليها في وسطه "العربيزي"، لأنها خليط ما بين العربية والإنجليزية، مضيفًا "المشكلة هتتحل أما ناس تقرر تكون أكثر انضباطا واحتراما لأنفسهم وليس للغة، لأن اللغة أكبر منهم"، مؤكدًا أن هناك بُعدا اجتماعيا يجب النظر إليه وهو "الوجاهة الاجتماعية" كمن ينطق بعض الكلمات الإنجليزية وسط حديثه العربي، لافتا إلى أن هذه الفكرة تحتاج علاج اجتماعي ونفسي أكثر من مناقشة علمية في الموضوع. "عُقدة الخواجة" في كلمتين لخص حسام مصطفى، صحفي ومسؤول حملة "اكتب صح"، ل"الوطن"، أسباب الكتابة بطريقة "العرب فرانكو"، مؤكدًا أن "الفرانكو" ليس لغة رسمية وليس لها قواعد، ويعتبر دليل على ضعف من يكتب به، مشيرًا إلى أن اللغة هي أول ما يُستهدف في الشعوب مثلما استهدفت دولتي الجزائر وتونس، اللتان تتحدثان الفرنسية كلغة أم دون العربية، لافتا إلى قول الأديبة فاطمة موسى بأن الاستعمار الإنجليزي حاول "تدريس قواعد اللغة العربية بالإنجليزية في المدارس" لإرساء قواعد الاحتلال في مصر. وأعلنت منظمة اليونسكو عن اليوم العالمي للاحتفاء باللغة الأم في اجتماع عام لها سنة 1999، ويتم الاحتفاء به سنويًا منذ عام 2000، للتركيز على اللغات المعرضة للانقراض وأهمية الحفاظ على هذه اللغات، وتقرر إدخال اللغة العربية ضمن اللغات الرسمية ولغات العمل في الأممالمتحدة، وفقا لقرار (3190) الصادر في 18 ديسمبر لعام 1973 من الجمعية العامة للأمم المتحدة خلال دورتها ال 28. وجاء إعلان الأممالمتحدة كجزء من مبادرة جديدة تسعى إلى زيادة الوعي والاحترام لتاريخ وثقافة ومنجزات كل من اللغات الست الرسمية والعاملة في مجتمع الأممالمتحدة (الفرنسية، الإنجليزية، الروسية، الأسبانية، الصينية، العربية) وتعد جزءًا من الاحتفاء هذا العام باليوم العالمي للغة الأم الذي يتم الاحتفال به سنويًا يوم 21 فبراير.