«نقص المعلمين أصبح أزمة طبيعية اعتاد عليها أولياء الأمور وأيضاً المدرسون»، كلمات تعبر عن واقع الحال فى كثير من المدارس بمختلف المحافظات، خاصة فى القرى النائية، التى تعانى عجزاً شديداً فى أعداد المدرسين، فى الوقت الذى تشهد فيه نظيرتها من المدارس الأخرى بالمدن تكدس أعداد كبيرة من المعلمين، إما بسبب «الواسطة» و«المحسوبية»، أو نتيجة «سوء توزيع» المدرسين، وتكون النتيجة فى النهاية أن طلاب هذه المدارس ينهون عامهم الدراسى دون تحصيل الحد الأدنى من المقررات التعليمية. «الوطن» تفتح ملف أزمة عجز المدرسين، التى سرعان ما تظهر على السطح مع بداية كل عام دراسى، فى محاولة لكشف الأسباب الحقيقية لهذه الأزمة، وجهود وزارة التربية والتعليم ومديرياتها للقضاء عليها، من خلال العديد من الإجراءات، التى تشمل إصدار حركات بانتداب أعداد من المعلمين من المدارس التى تشهد زيادات منهم، إلى المدارس التى تعانى عجزاً صارخاً، أو الإعلان عن مسابقات لتعيين أعداد إضافية من المدرسين، بالإضافة إلى الاستعانة بعدد من شباب الخريجين لسد هذا العجز، من خلال تعاقدات مؤقتة، ولكن تبدو هذه الحلول فى النهاية وكأنها «لا تسمن ولا تغنى من جوع»، عندما تصطدم بتأشيرات بعض أعضاء مجلس النواب، أو أصحاب النفوذ، ليبقى الوضع على ما هو عليه. «المحسوبية» تجهض حركات الانتداب.. ومسابقات «غير مجدية» لسد النقص و«تكدس واضح» فى مدارس المدن و«عجز صارخ» بالقرى وترصد «الوطن»، من خلال هذا الملف، وجود عجز فى عدد من المدارس بمحافظة الإسكندرية، يُقدر بنحو 5 آلاف معلم، الأمر الذى دفع مديرية التربية والتعليم بالمحافظة إلى اتخاذ بعض الإجراءات الصارمة، منها انتداب أعداد من المعلمين إلى الإدارات التعليمية التى تعانى عجزاً لمدة عامين على الأقل، وبصورة إجبارية، بالإضافة إلى استعانة عدد من المدارس فى محافظة دمياط بمعلمى مادة اللغة العربية لسد العجز فى مدرسى مواد العلوم والرياضيات والدراسات الاجتماعية، الأمر الذى يزيد من الأعباء على المدرسين من جهة، وعلى الطلاب وأولياء أمورهم من الجهة الأخرى. كما تستعرض الصحيفة جهود مديريات التعليم فى بعض المحافظات الأخرى لسد العجز عن طريق ضم طلاب عدد من الفصول فى فصل واحد، كما هو متبع فى كثير من المدارس بمحافظات الدقهلية والغربية وأسيوط، بالإضافة إلى توجيهات العديد من المحافظين إلى مديرى مديريات التربية والتعليم فى نطاق محافظاتهم، بسرعة اتخاذ الإجراءات اللازمة لضمان سير العملية التعليمية، وموافاتهم بتقارير مفصلة بكل احتياجات الإدارات التعليمية، قبل بداية العام الدراسى الجديد.
