كانت دموع قلبه تجرى فى نبرات صوته، بتلاوته الفريدة كان يفسر القرآن بما كان يملكه من خشوع وفهم، وحلاوة وطلاوة ورقة إحساس، فيحلق بالقلوب والوجدان إلى آفاق الكون وإلى عالم طاهر نقى ليس من عالمنا، قال عنه الإمام محمد متولى الشعراوى: (إذا أردت أحكام التلاوة، فالشيخ محمود خليل الحصرى، وإذا أردت حلاوة الصوت، فالشيخ عبدالباسط عبدالصمد، وإذا أردت النفس الطويل مع العذوبة، فالشيخ مصطفى إسماعيل، وإذا أردت هؤلاء جميعا، فالشيخ محمد رفعت) أصبح صوت الشيخ محمد رفعت رمزاً لشهر رمضان الكريم، عندما نستمع لتلاوته ننتقل بأرواحنا إلى أجواء رمضان ونشعر بأننا فى انتظار مدفع الإفطار. الشيخ محمد رفعت هو أول من افتتح بصوته الإذاعة المصرية عام 1934م، وعلى امتداد الوطن العربى كان صوت الشيخ محمد رفعت ولا يزال يأخذ بألباب الملايين حاملاً إليهم نفحات من رضوان الله ورحمته، صوته تأنس إليه القلوب. فى جامع صغير، هو جامع فاضل باشا الذى اشتهر بين عامة الناس بجامع الشيخ رفعت، كان سائقو الترام ومعظمهم كانوا من الأقباط، كانوا يتوقفون وتتوقف حركة الترام أمام الجامع من أجل أن ترقى أرواحهم لحظات إلى ملكوت السماء مع صوت الشيخ الجليل، وربما تندهشون أصدقائى إذا ما عرفتم أن الشيخ رفعت كان يحب الاستماع لأسطوانات الموسيقى الكلاسيكية لبيتهوفن وموتسارت، فالموسيقى لغة عالمية، أجاد الشيخ محمد رفعت العزف على العود، كان معتزا بنفسه، كريما، متواضعا، رفض أن يترك المسجد الصغير الذى ارتبط به وألفه مريدوه ولم ينتقل لأى من المساجد الشهيرة، وكان محبوه يفترشون الشوارع المحيطة بالمسجد ليستمتعوا بحلاوة صوته خاصة فى ليالى رمضان.