فجّر حادث رفح الإجرامى، الذى راح ضحيته 16 شهيداً من ضباط القوات المسلحة وإصابة 7 آخرين، صداماً جديداً، بين الصوفيين من جهة والسلفيين والإخوان المسلمين من جهة أخرى، حول المسئولية الفكرية للمنفذين. وحمّل عبدالباقى الحبيبى، شيخ الطريقة الحبيبية الصوفية، مسئولية أحداث رفح ووجود التيارات الجهادية والتكفيرية فى مصر والعالم إلى المنهج الذى يتبعه التيار السلفى، وقال إن الصوفيين يلتزمون بالنص وروحه وفى المقابل لا يلتزم السلفيون لا بالنص ولا بروحه، بل يتبعون بعض الآيات والأحاديث التى تخدم أهدافهم. وأضاف ل«لوطن»: من يسمون أنفسهم «سلفيين» يستخدمون مصطلح «السلف» ك«كلمة حق يراد بها باطل»، ولا يفهمون معناها، ودائماً ما كانوا ينتقدون العلم ويبحثون عن أتباع لهم بين من لم ينهوا تعليمهم أو من لم يتلقوا تعليما أصلا حتى يتمكنوا من تلقينهم ما يريدون، وشدد على أنهم لا يتبعون المنهج الإسلامى القديم منذ أكثر من 1400 عام. ويرى «الحبيبى» أن أفضل طريقة لمعالجة هذا التيار وهذا التفكير الناتج عن منهجهم الخاطئ يجب أن تكون عن طريق المؤسسة الدينية الرسمية وهى الأزهر الشريف وأن تقوم بالتوعية إلى الدين الصحيح والمنهج الصحيح. وانتقد سياسات الدكتور محمد مرسى، رئيس الجمهورية، وأوضح أن أحد الأمور الخاطئة للحكومة أنها فتحت المعابر على مصراعيها للفلسطينيين، وقال: «لا نشك فى وطنية معظم الفلسطينيين، لكن هناك بعضهم عملاء لإسرائيل، وفتح الباب لهم يؤدى لدخول هؤلاء العملاء». وحسب «الحبيبى»، فإن فتح الحدود والمعابر أدى إلى انتشار عمليات تهريب السلاح من وإلى غزة للزج بالحكومة المصرية فى صراع جديد. وقال علاء أبوالعزائم، شيخ الطريقة العزمية، إن المجزرة التى حدثت ضد ضباط وجنود الجيش المصرى فى رفح هى نتيجة طبيعية للاختيار السيئ من جانب الشعب للإخوان فى الانتخابات التى أوصلتهم لرأس السلطة. وأضاف، ل«الوطن»، أنه من الجنون وفقدان العقل والمنطق أن يختار الشعب الإخوان لحكم مصر، ثم يصرخ من حرق أصابعه فى جريمة رفح والجرائم المتوقع حدوثها مستقبلا، وقال إن الشعب عزل الحزب الوطنى «الكافر»، وجاء بالحزب الوطنى «المتأسلم»، الذى يتعامل معه بتعال، لأن الإخوان والسلفيين يعتقدون أنهم من طينة مختلفة، وأنهم شعب الله المختار، ويستحلون أموال ودماء غير المنتمين لتنظيماتهم الممولة من الوهابيين والسعودية وقطر. ووضع أبوالعزائم «روشتة» لعلاج الجرائم التى تقع نتيجة الفكر الجهادى المتشدد، وقال: يجب إغلاق الأحزاب والتنظيمات الإسلامية، وأن تجمع الدولة كتب من يسمون أنفسهم الإسلاميين من الأسواق التى تنشر الفكر التكفيرى المتشدد بين الناس وتحرقها. واختتم أبوالعزائم تصريحاته بالقول: بأى منطق يمد الإخوان ورئيسهم حماس وغزة بالكهرباء والبنزين والسولار، فى حين يعيش الشعب المصرى فى الظلام، ولا يجد الوقود؟ ووجّه كلامه لمرسى والإخوان قائلاً: «اللى يحتاجه البيت يحرم على الجامع، وغزة ليست جامع». فى المقابل، قال هشام كمال، المتحدث باسم الجبهة السلفية وعضو المكتب التنفيذى لحزب الفضيلة السلفى، إن تصريحات الصوفيين ليست جديدة عليهم فهم والشيعة قريبون فى منهج التشويه والتصريح بتلك اللهجة. وأضاف أن المنهج السلفى هو منهج الرسول (صلى الله عليه وسلم) والصحابة، والتصريح بأنه منهج إرهابى كلام مرفوض، وتابع: «نهجنا نابع من تعاليم الرسول، واتهامنا ليس عليه دليل، فالبينة على من ادعى واليمين على من أنكر». وبرر الشيخ أبويحيى المصرى، الداعية السلفى، الهجوم الصوفى على السلفيين بقوله: «إنهم يعتقدون أن التيار السلفى سيشاركهم فى السبوبة -حسب وصفه- التى يقومون بها بالدجل والشعوذة والأضرحة». وانتقد الدكتور حسن البرنس، القيادى بحزب الحرية والعدالة، اتهام التيار الإسلامى بأنه المتسبب فى أحداث سيناء، ووصف هذه الادعاءات بالكاذبة، وشدد على أن تاريخ جماعة الإخوان يتشرف بأنها كانت فى طليعة الصفوف فى مقاومة إسرائيل عام 1948 وفى تشكيل كتائب الفدائيين حول قناة السويس التى أجبرت الاحتلال الإنجليزى على الرحيل. وأضاف أن حماس فئة وطنية تقاتل العدو الصهيونى وحزنها على أشقائها المصريين نلمح فيه إخلاصا وصدقا طبيعيين، وشدد على أن إسرائيل هى المستفيد الوحيد من الأحداث الدامية فى سيناء، وأن أصابع «الموساد» واضحة فيها بعد أن أجلت رعاياها من سيناء قبل الحادث بيومين، كما أخلت الموظفين والجنود من معبر كرم أبوسالم الذى تسيطر عليه. وطالب البرنس بالتحام الشعب مع القيادة السياسية والعسكرية حتى نتمكن من الثأر لشهدائنا وعلاج الخلل الأمنى، حتى لو تطلب ذلك تعديل اتفاقية كامب ديفيد، وشدد على أن الشعب على ثقة من أن المخابرات المصرية قادرة على إثبات وجودها أمام الموساد الإسرائيلى.