فى اليد 5 أصابع، يقولون إنها ترتعش فور أن يبدأ صاحبها فى اتخاذ أى قرار، وفى الفم لسان يقولون إنه لا يحسم أمراً حتى ولو صال وجال وطَرق كل الموضوعات، وفى الرأس ذاكرة يعيبون عليها النسيان والتفويت وقلة التركيز، وكلها إشارات يهدف من يطلقها للتدليل على فشل الدكتور حازم الببلاوى فى مهمته التى اُختير من أجلها قبل أكثر من أربعة أشهر، بالتحديد مساء يوم 16 يوليو الماضى حينما وقف فى مواجهة المستشار عدلى منصور رئيس الجمهورية المؤقت ليؤدى اليمين الدستورية كرئيس للوزراء فى أول حكومة تتشكل بعد عزل الرئيس السابق محمد مرسى. وقد تبدو الاتهامات الموجهة للدكتور الببلاوى صحيحة إلى حد كبير، فالرجل الذى وُلد عام 1936 وتخرج فى كلية الحقوق جامعة القاهرة قبل أن يحصل على شهادة الدكتوراه فى العلوم الاقتصادية من جامعة باريس، لم يقُم بما كان الجميع ينتظره منه، على الأقل، فيما يتعلق بالملف الاقتصادى الذى يتخصص فيه، أما خارج الملف الذى حمل حقيبته الوزارية من قبل كوزير للمالية فى حكومة الدكتور عصام شرف التى عدلت فى يوليو 2011 فحدِّث ولا حرج، لا تقدم فى أى مجال، وكأن الدولة تسير دون حكومة تُسيِّر أمورها، وتعمل فى فترة انتقالية حرجة من تاريخها، فيما تدور أحداث جسيمة فى الشوارع والطرقات ليس أعظمها محاكمة رئيس سابق، ولا أقلها قانون يخرج من الحكومة التى جاءت بالتظاهر، لتسن عقوبات مغلظة ضد من يفكر فى التظاهر ضدها. تتعاظم خيبة الأمل فى رئيس الوزراء الذى امتدح الناس موقفه من قبل حينما تقدم باستقالته من منصبه كوزير للمالية فى أكتوبر 2011 للمجلس العسكرى، اعتراضاً على أحداث «ماسبيرو» التى راح ضحيتها ما يقرب من 26 مواطناً خرجوا للاعتراض على هدم كنيسة بأسوان، رفض المشير طنطاوى وقتها استقالة وزير ماليته، وبقى الرجل فى منصبه يمارس سلطاته إلى أن خرج من الوزارة، قبل أن يعود إليها رئيساً لها هذه المرة، فتصدر حكومته قانوناً لتنظيم حق التظاهر يؤيده أولئك الذين تعبوا من مظاهرات مؤيدى الرئيس السابق التى تواصلت خلال الشهور الماضية، ويعارضه قطاع كبير من شباب الثورة الذين ألقى القبض على عدد منهم أثناء تظاهرهم ضد القانون مساء أمس الأول، بينما الوزير الأول يتأرجح فى تصريحاته حول مصيرهم ومصير القانون. يجلس الدكتور حازم الببلاوى فى مكتبه برئاسة الوزراء ليتلقى النقد الموجه إليه من الجميع، لا يرد على أحد، لعله يتساءل بينه وبين نفسه عن السبب الذى يضعه على الدوام فى مرمى النيران، رغم أن الجميع يعلم أنه جزء من منظومة كبيرة، أو على الأقل «ترس» فى آلة تسير فى إصرار وعناد نحو مصير غامض، فيما يحتفظ من يتحكم فى أزرارها بحق إيقافها دون أن يفعل ذلك.