أصيبت الحاجة نادية مصيلحى، والدة الشهيد عبدالسلام صبيح العدلى «22 سنة»، المجند بالقوات المسلحة فى سيناء، بحالة بكاء هستيرى فور سماعها مكبرات الصوت بالقرية تدعو الأهالى لتشييع جثمانه، ولم تتمالك نفسها من هول الصدمة، فتغيب عن الوعى تارة وتنتبه تارة أخرى، قائلة: «محدش يقول (عبدالسلام) مات، ابنى مامتش ونازل أجازة هو قالى كده». تحولت شوارع قرية «ساقية أبوشعرة»، التابعة لمركز أشمون بالمنوفية، أمس، إلى ساحات للحزن والحداد عقب إعلان خبر استشهاد «عبدالسلام»، الذى لقى مصرعه فى الحادث الذى وقع صباح أول أمس بعد استهداف الإرهابيين لأربعة أتوبيسات تابعة للجيش بمنطقة «الشلاق» بين رفح والعريش، بسيارة مفخخة قادها انتحاريون. جلس أهالى القرية على قارعة الطريق ينتظرون وصول جثمان الشهيد، و سيطرت على الجميع لحظات صمت حزينة، استعرضت خلالها ذاكرة رفاقه وذويه المواقف التى جمعتهم به، وتناثرت الأحاديث الجانبية الغاضبة حول تورط الإخوان المسلمين فى قتل أبناء القوات المسلحة دون ذنب، إلى أن قطع أحاديثهم وصول الجثمان، وهُرع الجميع ليؤدوا صلاة الجنازة على جثمان الشهيد بمسجد الجمعية الشرعية بالقرية وسط وجود أمنى مكثف بحضور عدد من القيادات الأمنية والقوى الثورية. وردد المشاركون فى الجنازة هتافات «لا إله إلا الله والشهيد حبيب الله»، متهمين جماعة الإخوان بالوقوف وراء الأحداث الإرهابية التى تشهدها سيناء، وتحولت الجنازة إلى مظاهرة ضد جماعة الإخوان والتنديد بالإرهاب وسط حالة من الغليان، وقام الآلاف من الأهالى بحمل الجثمان على أكتافهم والطواف به، مرددين هتافات ضد الإخوان؛ منها «الإخوان أعداء الله»، وارتسم الحزن والأسى والبكاء على وجوه المشيعين الذين أكدوا أن الشهيد كان يتمتع بالسمعة الطيبة وحسن الخلق بين الجميع. وأكد عاطف صبيح، الشقيق الأكبر للشهيد، أنه تلقى الخبر من مركز الشرطة وفوجئ بوسائل الإعلام تتناقل خبر استشهاد أخيه فتوجه إلى مطار ألماظة لاستقبال الجثمان، مضيفاً أنهم كانوا يرتبون لعرس «عبدالسلام» فى إجازته، قائلاً: «حسبنا الله ونعم الوكيل، أخويا مات غدر على يد إرهابيين لا ليهم دين ولا يعرفون معنى الإسلام». وأضاف «محمود»، ابن خال الشهيد، أن «عبدالسلام» اتصل بهم مساء أمس الأول، ليخبرهم بنزوله إجازة لإتمام خطوبته. وطالب بإعدام كل من يتم إلقاء القبض عليه ممن يسمون أنفسهم «مجاهدين» وهم فى الحقيقة كفار بالقرآن والسنة. مضيفاً: «نطالب بالقصاص، والقصاص هو القتل (العين بالعين والسن بالسن)».