عادة تستمر صداقات الأطفال التي تبدأ منذ الصغر إلى الأبد، خاصة تلك الصداقات التي تكون مع الحيوانات الناطقة التي ترتدي ملابس تميزها، وتثبت في أذهان الأطفال طوال حياتهم. "ميكي ماوس" أحد أهم تلك الشخصيات إن لم يكن أهمها. لا يكاد يجهله طفل، بأذنيه السوداوين الكبيرتين، وأنفه البارز، ويديه البيضاوين، وحركاته الرشيقة. ظهر ميكي لأول مرة في 18 نوفمبر عام 1928، في فيلم "ستيمبوت ويلي"، لكن سبق ذلك ظهورا شرفيا مرتين في فيلمين بنفس العام، وهو من ابتكار أب إويركس، رسام الكارتون والرسوم المتحركة بشركة والت ديزني، واستوحى الشخصية من فأر كان في يسكن المنزل الريفي لوالت ديزني. جاءت فكرة ميكي ماوس عندما طلب ديزني من إويركس أن يرسم شخصية كرتونية، فنفذ أكثر من واحدة كلها حيوانات؛ منها كلب وقطة وبقرة وحصان وضفدع، لكن ديزني "الأب الروحي" للرسوم المتحركة رفضها جميعا، ثم استقرا على شخصية الفأر، التي تم تعديلها خلال سنوات، فبعد أن كانت صامتة أصبح لها صوت لعبه ديزني بنفسه، ثم تم تعديلها ثانية ليرتدي ميكي جوارب بيضاء. نال ميكي من الشهرة الكثير، حيث شارك في أكثر من 150 فيلما كارتونيا كشخصية رئيسية، وأصبح اللوجو الرسمي لاستوديوهات ديزني، وتم إعداد برنامج للاستفادة من شهرته الواسعة تحت اسم "نادي ميكي ماوس" عام 1955، قدمه مشاهير الفن؛ مثل المغنيين بريتني سبيرز وكريستينا أجيوليرا وجاستن تيمبرلك، واستمر عرضه حتى أصبحت لديزني قناة خاصة. بلغت شهرة الشخصية الكارتونية حتى طبعتها بعض الدول على الساعات والطوابع، ولاقت قبولا وراجت كثيرا، خاصة مع ظهور ميكي برفقة حبيبته ميمي، وأصدقائه بطوط وبندق وبلوتو، وأعدائه دنجل والشبح الأسود. وصل نجاح ميكي إلى المنطقة العربية، حيث بدأت مجلة سمير بدأت نشر بعض مغامراته المصورة على صفحاتها في خمسينات القرن الماضي، ثم استقلت الشخصية في مجلة خاصة بها، أصدرتها دار الهلال عام 1959، واستمرت في إصدارها حتى عام 2003، قبل أن تتوقف لفترة، ثم تعود للصدور بشكل جديد مع دار نهضة مصر.
