ما بين مدينة 6 أكتوبر ووسط البلد، يقطع أشرف حماد تلك المسافة التى تقدر بأكثر من 30 كيلومتراً، فى سبيل الوصول إلى عمله، حيث معهد السكر بشارع قصر العينى. يلفت نظره جرافيتى «السيسى قاتل»، فيما تقلب عيناه صفحات الجريدة التى اشتراها للتسلية طوال الطريق ليستوقفه خبر بعنوان: «أنباء عن ترشح الفريق السيسى لرئاسة الجمهورية». خلال عهد المجلس العسكرى وقت أن كان المشير طنطاوى على رأسه فى الفترة الانتقالية، كان الرجل الأربعينى يحاول بقدر الإمكان التصويت للحكم المدنى المتمثل فى الفريق أحمد شفيق، بعد أن أتعبه الحال خلال حكم المجلس العسكرى، لكن له فى «السيسى» رؤية مختلفة، فهو من استطاع أن يحمى الشعب المصرى بكامله من جماعة الإخوان وتجارتها للدين. «الإسلام مش هيخلص ومش هيموت».. حسب «حماد» -رب الأسرة المكونة من 4 أفراد- معلقاً على حكم «الإسلاميين»، ومشيراً إلى كلمات «الشعراوى» -رحمه الله- فى إحدى الخطب التى تذاع بشكل دورى على شاشات التليفزيون: «مصر هى التى صدّرت الإسلام حتى إلى البلد الذى نزل فيه الإسلام»، متابعاً: «اللى كانوا بيحكمونا للأسف مش إسلاميين ولا يعرفوا شىء عن دين السماحة، لكنهم تاجروا بآيات الله للوصول إلى مبتغاهم». لا يستطيع «حماد» وصف مشهد ترشح الفريق السيسى لرئاسة الجمهورية، لكنه يؤيده وبكل قوة، إلا أن فى صدره غصة من الانقسام: «أنا خايف إن ترشحه للرئاسة يقسم المصريين أكتر وأكتر، لأن فيه ناس كتير مش متفقة عليه»، واصفاً ذلك المشهد، لو قابل «السيسى» وجهاً لوجه: «هابوس دماغه وأقول له شكراً لأنك أنهيت حكم الإخوان»، قبل أن يستطرد: «المشكلة الحقيقية إن الأوضاع فى البلد بتسوء يوم ورا التانى». «ب10 جنيه عيش فينو و5 جنيه جبنة» وأموال أخرى يصرفها لتوفير المعيشة الكريمة، أضف إلى ذلك كله المواصلات التى تكلف «حماد» أكثر من 15 جنيهاً، لأن «الأتوبيس أبوجنيه ما بقاش يعدى كتير»، علاوة على «أكلة المسقعة» التى دفع فيها الرجل أكثر من 35 جنيهاً، كل هذه أوضاع يجدها «حماد» غير مبشرة بالخير، قبل أن يغير حديثه حول الفريق السيسى: «حتى لو ما رشحش نفسه للرياسة.. أى شخص موجود فى السلطة هيكون السيسى فوقه لأن الشعب واثق فيه»، قبل أن يحلل المشهد السياسى: «إحنا محتاجين ديمقراطية بجد.. أفعال وليس أقوال. إحنا بقالنا أكتر من 30 سنة بنسمع وخلاص».