سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
بالفيديو| المصارع الأسطورى كرم جابر يتحدث ل«الوطن»: فضية لندن أغلى عندى من ذهب أثينا.. ولن أعتزل حرمونى أن أكون «فيلبس المصرى».. وأعداء النجاح حاولوا تدميرى
استطاع بقدراته الخارقة أن يعود من بعيد ليؤكد أحقيته بلقب «المصارع الأسطورى» بعدما حقق الميدالية الأولمبية الثانية له، وعلى الرغم من الإهمال الذى واجهه، وانتقادات البعض لقرار عودته للعبة ومشاركته فى أولمبياد لندن 2012، فإنه رد على الجميع من خلال الأداء على البساط وأبهر العالم أجمع بعودة قوية بحصوله على الميدالية الفضية. كرم إبراهيم محمد جابر والشهير ب«كرم جابر» ابن الإسكندرية الأسطورة المصرية، أعاد للأذهان إنجازه بالحصول على ذهبية الأولمبياد فى 2004.. وتحدث ل«الوطن» بعد لحظات من تحقيق الإنجاز الأولمبى، فى جميع الاتجاهات، عن المشاكل والأزمات، أسباب اعتزاله وعودته، وأسرار ضياع الميدالية الذهبية من بين يديه.. وجاء الحوار. * ما شعورك بعد التتويج بالميدالية الثانية لك فى الأولمبياد؟ - فخور بكونى مصرياً، وبرفع علم مصر فى المحافل الدولية، ولكننى حزين لأننى كنت أمنى نفسى بالحصول على الذهبية، ولكن قدر الله وما شاء فعل، ومبروك لشعب مصر بالكامل. * وما أسباب ضياع الميدالية الذهبية؟ - الإعداد لم يكن كافيا، وأعتقد أن الميدالية الفضية هى الأنسب وفقا للإعداد الذى حصلت عليه، ورغم حزنى الشديد الذى ظهر فى بكائى أثناء مراسم التتويج لضياع الذهبية، إلا أننى لا أنكر أحقية الروسى خاجوييف بالحصول على الميدالية، لأنه قد يكون استعد بشكل أفضل منى نظرا للظروف الصعبة التى تعرضت لها، وبالتالى فالله يكافئه على ذلك بالحصول على الميدالية. * هل معنى ذلك أن مستواه أفضل منك؟ - لا ليس معنى حصوله على الذهبية أن يكون أفضل منى فى المستوى، ولكن كل فرد يحصل على الإنجاز بقدر مجهوده، والميدالية الفضية مناسبة لما بذلته من مجهود خلال الإعداد. * وما المشاكل التى أثرت عليك؟ - الكثير، أولها التجاهل والإهمال منذ بطولة أثينا 2004، وهو ما تسبب فى ضياع الكثير من الميداليات، وأخيرا التدريب بدون مدرب حتى قبل شهر واحد من الأولمبياد، وعدم السفر لخوض معسكرات خارجية، وغياب التخطيط بشكل جيد لصناعة البطل الأولمبى. * ولكنك ابتعدت عن المصارعة لفترة طويلة وأعلنت الاعتزال؟ - نعم لأن المصارعة المصرية كانت فى أسوأ حالاتها، نظرا لضعف وخلافات مجلس إدارة الاتحاد وإهمال المسئولين فى إعداد بطل قادر على حصد الميداليات، وحرمت من أن أصبح «فيلبس المصرى» على غرار العداء الأمريكى مايكل فليبس الذى حصدد 22 ميدالية لأمريكا فى الأولمبياد، لذلك اتجهت للبيزنس والعمل الخاص. * وما سبب عودتك مرة أخرى؟ - إرادة الله هى سبب عودتى، فضلا عن أننى أمتلك عزيمة تفوق الحدود. * كيف استعددت للأولمبياد؟ - كثفنا برنامج الإعداد خلال الفترة الماضية، وبفضل مجهودات شقيقى عادل الذى بذل معى جهداً لا يقدر بثمن، ثم حسن الحداد رئيس اتحاد المصارعة الذى تم تعيينه مؤخرا والذى ساعدنى كثيرا فى إنهاء أزمة سفرى للمعسكر الخارجى، كما أنه ساعدنى للعودة إلى المصارعة مرة أخرى، والدكتور أشرف حافظ الذى ساهم فى توجيهى لحصد الميدالية. * لماذا بكيت أثناء مراسم التتويج؟ - لأننى كنت أتمنى سماع السلام الوطنى المصرى فى مراسم التتويج، ولكن كما قلت لك كل واحد بياخد على قدر جهده. * هل أنت راضٍ بالفضية؟ الحمد لله، وللعلم هذه الميدالية عندى أغلى من ذهبية أثينا، لأنها جاءت بعد حرب شرسة تعرضت لها وتشكيك فى قدراتى، وإصابات ظلت تطاردنى، بالإضافة إلى أننى أنقصت ما يزيد على 10 كجم من وزنى الطبيعى لأننى كنت ألعب فى وزن 96 كجم، فى حين أننى لعبت فى وزن أقل وهو 84 كجم. * ما السبب فى ذلك؟ - أنا لاعب أعشق الفنيات ووزن 84 كجم يتميز بفنياته العالية لخفة ورشاقة المتنافسين، فضلا عن أننى أعشق التحديات الجديدة، لكننى أفهم معنى سؤالك بأن هناك تنافسا مع محمد عبدالفتاح «بوجى» على اللعب فى وزن 96 كجم، وهذا غير صحيح لأننا تجاوزنا تلك المرحلة ونلعب حاليا بطولات عالمية، وكل ما فى الأمر أننى أسعى لتحد جديد ونجحت فى تحقيقه، والمصارع الحقيقى يلعب فى أى وزن ولا يخاف. * هل تأثرت بالضغوط؟ - كما قلت لك سابقا لدى عزيمة غير عادية ولا يمكن لشىء أن يؤثر فى تركيزى لتحقيق هدفى. * لكن البعض يرى أنك ظلمت تحكيميا؟ - لا أهتم بذلك بعد نهاية المباراة، فكما قلت لك المنافس بذل مجهودا قبل البطولة. * هل يمكن أن تواصل مشوارك فى حصد الميداليات؟ - انتظروا منى العديد من الميداليات مستقبلا على المستوى العالمى. * ماذا عن أولمبياد 2016؟ - ما زالت مشاركتى بها تحت الدراسة، وفى حال توفير مناخ جيد، لم لا؟ من أجل أن أضيف ميدالية ثالثة لمصر، ولكننى أحذر من الآن من تكرار مأساة الإهمال الذى حدث لى عقب ذهبية أثينا. * ما تقييمك الفنى لأدائك فى الدورة الحالية؟ - أعتقد أنه جيد، فى ظل أن جميع المنافسين يعرفون طريقة لعبى لذلك كنت حذراً فى تنفيذ أى حركة، خصوصا أن قانون المصارعة ساعد هؤلاء اللاعبين على الفوز دون اللعب كما حدث فى المباراة النهائية. * هل ترى أن أسطورة كرم جابر حاول البعض تدميرها؟ - أعداء النجاح كثيرون فى مصر، وعندما نترك لاعبا أو حتى أى شىء فى الحياة دون عناية فإنها تفقد قيمتها، وفى حالة الاهتمام بها تستطيع التألق ولفت النظار إليها، والصحف المصرية بصفة عامة تبحث عن السلبيات فقط، عكس أوروبا فلا تجد خبرا عن أزمة مع بطل أو مشاكل أو سقوطه فى كشف منشطات، لأنهم يحاولون تجميل صورة أبطالهم، لكن فى مصر نبحث عن السلبيات لإبرازها، وهو ما يدمر أى بطل. * متفائل بتعيين العامرى فاروق وزيرا للرياضة؟ - أؤمن بقوله تعالى «إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم». الأزمة ليست فى الوزير أو اللاعب أو الإدارى، ولكن علينا أن نغير أنفسنا بالكامل ونعمل من قلوبنا لرفعة البلد فى ظل هذه الظروف الصعبة. * لمن تهدى ميداليتك؟ - للشعب المصرى الأصيل الذى فرح من قلبه عند معرفته بفوزى بالميدالية، ولكل شهداء مصر فى الفترة الأخيرة الذين أتمنى أن تكون تلك الميدالية بارقة أمل تخرجهم من المأساة، لأن الشعب المصرى طيب يفرح بأقل شىء ويحزن لأقل الأسباب. * هل تلعب بدون مدرب أو طبيب؟ - نعم، وهو ما تسبب فى إصابتى حيث أننى ألعب منافسات البطولة وأنا أعانى من إصابة فى الكتف ونجح الدكتور مجدى مصطفى فى تسكين الألم حتى أتمكن من اللعب. وهنا تدخل الدكتور مجدى قائلا: كرم يعانى من تمزق فى أوتار عضلات الكتف وهى إصابة قديمة، وعدم حصوله على قسط من الراحة جعل علاجها يمتد لوقت طويل، وحاولنا تسكين الألم قدر المستطاع وكان يتألم كلما وضعت يدى على مكان الإصابة، ولكنه تحدى كل ذلك وأصر على استكمال مبارياته الأربع. * وعلى ماذا اعتمدت فى حسم المباريات؟ - على خبرتى، هى بالتأكيد مفيدة جدا فى المصارعة وساعدتنى فى الوصول لذلك الإنجاز، ولكن إذا توفر لى إعداد أفضل ومدرب وطبيب ومدلك وعلاج جيد ومعسكرات، لكانت الذهبية مضمونة. * ما أمنيتك الأخيرة؟ - نفسى أعيد إحياء لعبة المصارعة فى مصر. * كيف تتوقع استقبالك فى المطار؟ - لم أنسق موعد عودتى مع البعثة إلى الآن لأننى سأسافر يوم الجمعة إلى اليونان لإنهاء عمل خاص وبعدها سنحدد موعد العودة، ولكننى أتمنى أن يكون هناك احتفال منظم. على هامش الحوار: ** رفض كرم جابر التصوير وهو يقضم الميدالية الفضية بأسنانه، وقال: الميدالية الذهبية فقط هى التى يتم وضعها فى الفم. ** أصيب جابر بحالة من الإعياء الشديد نظرا لإرهاقه بعد خوض أربع مباريات متتالية، فضلا عن إصابته فى الظهر التى أثرت عليه بشدة. ** علمت «الوطن» أن الفريق الروسى بالكامل الذى ينتمى له آلان خاجوييف الفائز بالذهبية على حساب كرم جميعه من المسلمين. ** خضع جابر لكشف المنشطات لمدة ساعتين بعد نهاية مراسم التتويج.