تعرف الإخوانى من «الكذب واللوع»؛ فالإخوانى كائن «كذاب وملاوع»، وبالتالى لن يصدق أحد أن اللاعبَين محمد أبوتريكة وأحمد عبدالظاهر ليسا إخوانيين رغم نفيهما لهذه التهمة، لكن الفرق أن «عبدالظاهر» ساذج؛ فخرجت حركته وتصريحاته تعكس التردد والجبن، أما «أبوتريكة» فهو أكثر خبرة فى شغل الخلايا النائمة ويعشق الاستفادة من الجميع -جماهير الأهلى التى تكره الإخوان، والجماعة، والألتراس.. وكل الأنظمة- ف«أبوتريكة» الذى لم تظهر عليه أى بوادر للمعارضة قبل ثورة 25 يناير، بل لم يعترض أو ينسحب من تكريم جمال مبارك له فى أحد مؤتمرات الحزب الوطنى، انتابته شجاعة متأخرة كإخوانه بعد الثورة فرفض مصافحة المشير حسين طنطاوى أثناء استقباله لبعثة الأهلى بعد العودة من مباراة بورسعيد (وبالمناسبة هو اللاعب الوحيد الذى فعل ذلك كنوع من التودد للألتراس والضرب فى المؤسسة العسكرية لتحقيق أهداف الإخوان). وبالطبع لم يعاقبه الأهلى الذى ابتُلى بخلايا الإخوان النائمة فكرر نجمه أبوتريكة ذات الفعل مع ضابط جيش أثناء عودة بعثة النادى من إحدى سفرياتها.. والنادى أيضاً ظل صامتاً.. حتى عندما قرر لاعبو الأهلى معاقبة الألتراس بعدم الذهاب إليهم أثناء أحد التدريبات خذلهم «أبوتريكة» وذهب إليهم، فالرجل يلعب على ثوابته: الألتراس والإخوان. «أبوتريكة» رفض مصافحة نجم الأهلى المحبوب وزير الرياضة رجل الدولة طاهر أبوزيد، ناسياً أن «أبوزيد» كان معارضاً للنظام السابق وخاض انتخابات 2010 ضمن حزب الوفد وكان من أبرز المؤيدين لمقاطعة الانتخابات بعد جولتها الأولى وشارك فى ثورة 25 يناير عندما كانت جماعة أبوتريكة تنتظر اكتمال الثورة لتركبها.. هذا فضلاً عن أن طاهر أبوزيد كان لاعباً موهوباً وخلوقاً وتعرض لظلم كبير، لكنه فضّل الأهلى واعتزل فى مباراة قدم خلالها مهارات ولمسات رائعة أبكت الجماهير التى عوّضته بعد ذلك باختياره عضواً بمجلس إدارة النادى. لقد اعتزل «أبوزيد» وقبله «الخطيب» وغيرهما، وحملتهم الجماهير لما قدموه للأهلى ولمصر، والأهم لالتزامهم بتقاليد النادى وقيمه وحسن أدبهم، لكن «أبوتريكة» سيعتزل غير مأسوف عليه؛ فالرجل الذى لم يتعاطف مع شهداء الاتحادية الذين قتلهم رئيسه وإخوانه، كما لم يهتز وجدان «أبوتريكة» لمقتل الجنود واللواء نبيل فرج فى كرداسة، تأثر كثيراً بمقتل أهله وعشيرته من الإرهابيين والخونة فى الوقت الذى كان فيه طاهر أبوزيد من أبرز وزراء حكومة «الببلاوى» فى الدفاع عن الدولة المصرية ويعبّر بصدق عن ثورة 30 يونيو وأهدافها. ■ لم يرفع أى أحد من لاعبى الأهلى صور «السيسى» رغم عشقهم له.. ولم يفعلوا مثل «أبوتريكة» و«عبدالظاهر» مع نظامهما ورئيسهما الإخوانى رغم كرههم لهما.. وإذا كان مجلس الإدارة قد قرر بيع «عبدالظاهر» فإنه مدين باعتذار لنجمه السابق طاهر أبوزيد ومدين باعتذار آخر لجماهيره بعد أن تسللت الخلايا النائمة إلى داخله.. واعتذار ثالث اعترافاً بأخطائه فى تدليل لاعب إخوانى كانت تعشقه الجماهير اسمه محمد أبوتريكة!!