نجح فريق طبي، برئاسة الدكتور مصطفى هاشم، أستاذ الأشعة التداخلية بجامعة أسيوط، وضم كلاً من الدكتور إبراهيم الدسوقي والدكتور وجيه عبدالحفيظ، والدكتور محمود رفعت، والدكتور أحمد عمر، المدرسين بقسم الأشعة بالجامعة، في إجراء جراحة دقيقة للغاية أُجريت لأول مرة في مصر والشرق الأوسط لإنقاذ حياة طفل كان يعاني من عيب خلقي بالأوعية الدموية بالمخ. وقال الدكتور مصطفى هاشم، أستاذ الأشعة التداخلية ورئيس الفريق الطبي، إن الطفل "حسين عبدالله" البالغ من العمر 13 عامًا جاء إلى المستشفى الجامعي ويعاني من نزيف بالمخ نتيجة لوجود عيب خلقي بالأوعية الدموية، حيث تسبب هذا العيب الخلقي في تمدد الأوردة والشرايين الموجودة بالمخ والتي عادة ما تنتهي بانفجار حتمي لهذه الأوعية إذا لم يتم علاجها، خاصة أن إهمالها يؤدي إلى حدوث موت مفاجئ للمريض أو حدوث شلل نصفي تام ونظرًا لضعف الإمكانيات خلال الفترة الماضية وعدم توفير جهاز قسطرة المخ الذي تصل تكلفته إلى 8 ملايين جنيه فكان علاج هذه الحالات يستوجب الجراحة التي كانت تحمل خطورة كبيرة حيث غالبًا ما كان يحدث نزيف أثناء الجراحة ومن ثم الوفاة. وتعد العملية عبارة عن تحقيق طفرة جديدة في جراحات القسطرة المخية في مصر والشرق الأوسط، حققتها جامعة أسيوط، باستخدام تقنية جديدة لأول مرة عن طريق استخدام ماده "الأونكس" التي يتم استيرادها من الخارج والتي يخشى أطباء العالم استخدامها لخطورتها، حيث إن أي خطأ بها يسبب الوفاة للمريض لذا تتجه أنظار العالم إلى مركز القسطرة المخية ب"باريس" التى تنفرد بإجرائها، وأثبتت جامعة أسيوط تمكنها من إنجاز مثل هذه العملية. وكانت نسبة النجاح لا تتخطى 40% وكانت تعتمد الجراحة على صم البؤر المشوهة باستخدام مادة صمغية يتم خلطها مع وسيط معتم زيتى وهذا العلاج كان لا يستطيع إنهاء التشوهات كليا ويستمر احتمال حدوث النزيف وارد ومن ثم الوفاة المفاجأة أما العلاج المتبع عالميا فى مثل هذه الحالات هو غلق التشوهات الدموية عن طريق قسطرة المخ الشريانية وفى هذه الحالات يتم الدخول إلى الشرايين عن طريق "الشريان الحرقفي" باستخدام فتحة لا تزيد على 1 سم ثم يتم استخدام قساطر متناهية الصغر حتى يتم الوصول إلى البؤرة المصابة. وأوضح هاشم أن الجديد في هذه الحالة استخدام التقنية المستخدمة عالميًا في فرنسا وهي مادة "الأونكس" التي تقوم بصم هذه التشوهات كليًا مع انعدام فرص حدوث نزيف ونسبة النجاح بها 90% ولكن معظم أطباء العالم لا يستخدمونها لأنها دقيقة للغاية وأي خطأ بها يؤدي إلى الوفاة لذا تتجه أنظار العالم إلى مركز القسطرة المخية بباريس الذي كان ينفرد بإجرائها. وأكد هاشم أن الفريق الطبي بمستشفى جامعة أسيوط نجح في إجراء هذه الجراحة لمريض أسيوط بنجاح تام وغادر المستشفى في اليوم التالي مباشرة دون أى مضاعفات ليفتح بذلك أملاً جديدًا للمرضى الذي يعانون من نفس هذه الأعراض وينتظرون موتهم من حين إلى آخر نظرًا لأن تكلفة علاج هذه الحالات بالخارج يصل إلى 150 ألف جنيه بينما وصلت التكلفة الفعلية للحالة التى تم إجراؤها بمستشفيات جامعة أسيوط على نفقة التأمين الصحي إلى 25 ألف جنيه مصري وهو ما سيوفر على الدولة آلاف الجنيهات في حالات العلاج على نفقة الدولة وسيعطي الأمل للمرضى.