لا يمكن أن نختزل الموت فى موت الجسد فقط، فهناك موت الروح. قد تموت أرواحنا ونحن على قيد الحياة! وقد تموت أشياء داخلنا دون أن نشعر بها! نموت عندما تموت قلوبنا، وتتوقف عن نبض الحب، وعن الإحساس بغيرنا. نموت عندما تموت عقولنا ونتوقف عن مراجعة أفكارنا، وتصبح عقولنا جامدة ومتحجرة. نموت عندما تموت ضمائرنا، ونتوقف عن قول كلمة الحق فى وجه من هو أقوى منا. نموت عندما يموت إصرارنا فى تحقيق أحلامنا التى طالما حلمنا بتحقيقها، وحين ينتصر اليأس والاستسلام بداخلنا. نموت عندما تنتهى أدوارنا فى الحياة، ونشعر أنه لم يعد لنا دوراً نقوم به. نموت عندما تموت أخلاقنا ونناقض فطرتنا الجميلة الطيبة، ونسمح للشر أن ينتصر على الخير الموجود داخلنا. نموت عندما تموت رغبتنا فى الحياة ويموت إحساسنا بالسعادة ونتمنى الموت ونحن أحياء على وجه الأرض. فليسأل كل إنسان نفسه، هل نحن بالفعل على قيد الحياة؟ نحيا ونستمتع فيها، أم ماتت أرواحنا وماتت أشياء بداخلنا دون أن نشعر بها؟ وقتها يكون حالنا أسوأ كثيراً من حال الأموات الراقدين تحت التراب.