«اللوك» الذى يضيفه الفنان للشخصية التى يجسدها، هو فى الواقع سلاح ذو حدين، لأن التهاون فى تنفيذه يتسبب فى فقدانه المصداقية، وبالتالى عزوف المشاهد عن متابعته، وتنفيذ «اللوك» بحرفية يتسبب فى الإشادة بالبطل وبالعمل، سواء على المستوى النقدى أو الجماهيرى، وترسيخ الثقة فى النجم وفى اختياراته. وعادة ما يتم اللجوء لعمل «لوك» بناء على رغبة الفنان فى خدمة دوره والظهور بشكل جديد، وهذا العام لدينا عدد كبير من النجوم ممن ظهروا ب«لوك» جديد، منهم من أضاف لنفسه ولدوره بهذا الشكل الجديد، ومنهم من فشل، وهنا نرصد أنجح وأسوأ «لوك» للفنانين فى دراما رمضان. يقول خبير التجميل شريف هلال: «عندما تابعت سمير غانم فى مسلسل «شربات لوز» لم أصدق الباروكة التى وضعها، ولكنى لا أستطيع التعليق على لوك أحمد رزق فى مسلسل «خطوط حمرا» لأنى ماكيير أحمد السقا فى هذا العمل، أما «لوك» محمود عبدالعزيز فى «باب الخلق» فكان فى منتهى الدقة والحرفية». أما الماكيير محمد عشّوب فقال: «تابعت (اللوكات) التى ظهر بها الفنانون فى مسلسلات رمضان، منهم من أقنعنى ومنهم من لم يقنعنى؛ أقنعنى محمود عبدالعزيز مثلا، ولم يقنعنى أحمد رزق بالباروكة، ولكن فى النهاية يتم الحكم على العمل بإجماله، وليس بعنصر واحد فيه، وعلينا أن ننتظر حتى انتهاء العرض كاملا». يقول الناقد محمود قاسم: «إن أغلب الشخصيات التى يقدمها النجوم على الشاشة حاليا لم تقدم جديدا، باستثناء محمود عبدالعزيز الذى عاد إلى الدراما بعد غياب طويل بمسلسله «باب الخلق»، وغيّر شكله ليدخل فى القوام الأفغانى، بحكم أن الأحداث تسرد وجوده فى أفغانستان لفترة ثم عودته إلى مصر بشكل منطقى وواقعى جدا. أما الشكل غير المألوف وغير المقبول الذى قدمه أحمد رزق فى مسلسلى «الإخوة أعداء» و«خطوط حمرا» حيث ظهر فى المسلسل الأول فى دور شخص أصلع تماما وأبله، فمن الواضح أن اختياره هذا غير موفق، وغير مقنع، سواء على مستوى الشكل أو الأداء، وظهر أيضا فى المسلسل الثانى فوضع «شعرتين» على الصلعة وركب «شنب»، وهو الشكل الذى لم يستوعبه الجمهور ولم يألفه، ففى الشخصيتين ابتعد عن المصداقية، وما قدمه فيهما لم يكن لائقا عليه». وأضاف قاسم: «اللوك الذى قدمه خالد صالح فى «9 جامعة الدول» مقبول وفى مصلحته، وأنا ألاحظ أنه كان حريصا على أن يقدم نفسه هذه المرة بشكل مختلف. ويحيى الفخرانى أيضا غيّر التغيير المناسب له ولدوره، وتقبله الجمهور بشكل صريح. ونفس الحال أيضا بالنسبة لسمير غانم الذى لجأ لتغيير لون الباروكة الخاصة به وإضافة الشعر الأبيض إليها بشكل ملحوظ، وهذا طبعا يتلاءم مع سنه ومع طبيعة الدور الذى يقدمه. أما «ذيل الحصان» الذى ظهر به أمير كرارة فى مسلسل «طرف تالت»، فرغم أن وجود هذا النموذج من الشخصيات فى الحوارى قليل، فإنه موجود، وبالتالى لا يمكننا القول إنه ابتعد عما يعكسه الواقع. أما حجاج عبدالعظيم فقد أعاد (اللوك) الذى ظهر به فى فيلم (مهمة صعبة) بنفس حذافيره، ويبدو أنه استلطف هذا الشكل فكرره، ولكنه على أى حال لم يقدم به أى جديد». أما المنتج صفوت غطاس فقال: «حتى الآن لا يوجد ماكيير فى مصر يستطيع أن يلصق «ذقن» و«شنب» كما ينبغى وبشكل مقبول، فنحن نعانى من أزمة حقيقية، والماكيير الأقوى والحرفى فعلا موجود فى إيران وليس فى مصر، ولكننا للأسف أيضا نعانى من استقدامهم إلى مصر بسبب المشاكل التى تواجههم فى الدخول من قبل السلطات، وطبعا شغل «الماكيير» لو كان سليما سينعكس على مصداقية وقبول دوره، والعمل بوجه عام، وأنا كمنتج أكون دائما أمام مشكلة، وهى رغبة كل نجم فى جلب الماكيير الخاص به فى المسلسل، فأجد نفسى أمام 15 ماكييرا مثلا فى عمل واحد ولا آخذ منهم العمل المضبوط». ويرد السيناريست أحمد أبوزيد مؤلف مسلسل «خطوط حمرا» على فشل أحمد رزق بهذا اللوك فى تجسيد شخصية المخبر: «كتبت الشخصية هكذا، وأنا والمخرج وأحمد رزق وضعنا تفاصيل اللوك الجديد الذى ظهر به «رزق»، مع مراعاة أنه يقدم بجانب هذا العمل دور شخص أصلع فى مسلسل «الإخوة أعداء»، فحاولنا التقريب بين الظهورين، وأنا أتفق معكم أن هذا اللوك فى بعض المشاهد كان يحتاج إلى مجهود أكبر من الماكيير، ولكن ليس معنى ذلك هو فقدان المصداقية وإنكار مجهود كتبته وقدمه أحمد رزق وظهر وسيظهر على مدار الحلقات فيه مساحات فنية حقيقية، ففى العام الماضى مثلا قدم باسم سمرة دورا بديعا فى مسلسل «الريان» وكانت على «الذقن» الذى ظهر به بعض الملاحظات، وهذا مقبول، ولكن غير المنطقى هو اختزال كل ما يقدمه الفنان فى الشكل الذى يظهر به، وتجاهل مجهوده فى العمل».