قالت الدكتورة ليلى إسكندر، وزيرة البيئة: إن «السحابة السوداء» هذا العام ستكون أسوأ من أى عام مضى، مشيرة إلى أننا لن نتخلص من مشكلة تراكم القمامة فى الشوارع إلا بتغيير سلوكيات المواطن. وأوضحت الوزيرة، فى حوار ل«الوطن»، أن الوزارة انتهجت أسلوباً جديداً للتعامل مع مشكلة المخلفات عامة، وأنها، أى المخلفات، ستتحول خلال الأعوام المقبلة إلى «ثروة قومية» باستغلال كل طن قمامة فى تشغيل 8 وظائف جديدة.. وإلى نص الحوار.. ■ كل شتاء تظهر «السحابة السوداء» فى سماء القاهرة.. كيف سيتم التعامل معها هذا العام؟ - «السحابة السوداء» هذا العام ستكون أسوأ من أى عام مضى، بسبب ارتفاع درجة الحرارة وزيادة المساحة المنزرعة بالأرز، ما يخلف كميات قش أكبر، وتم اتخاذ عدد من الإجراءات لمواجهتها بالتعاون مع وزارة الزراعة لجمع مليون طن قش أرز بمشاركة عدد من الشركات الخاصة. ■ ولماذا لم تتمكن الوزارة حتى الآن من القضاء عليها نهائياً؟ - ندرس مشروعاً طويل الأجل للتخلص من «السحابة السوداء» نهائيا، كما نبحث مشروعات من مستثمرين بتحويل قش الأرز، وهو السبب الرئيسى فى تكوّن هذه السحابة، إلى أخشاب وغاز «الإيثانول» وسماد وعلف، بالتعاون مع وزارة البترول، ونحن نعمل من جانبنا على تسهيل الإجراءات، والمفروض أنه بعد عامين سيكون هناك «صراع» على قش الأرز. ■ التحدى الأكبر للوزارة هو مشكلة القمامة.. متى يشعر المواطن بتحسن فى نظافة الشوارع؟ - نحن نتفاوض الآن مع متعهدى القمامة على تعاقد دائم بعد تقسيم الأحياء بالتعاون مع وزارة التنمية المحلية من أجل تطبيق منظومة القمامة الجديدة التى تقوم على فصل المخلفات من المنبع، وتبدأ بالمواطن الذى من المفترض أن يضع المخلفات العضوية فى «كيس» منفصل وباقى القمامة فى كيس آخر، على أن تتولى شركات خاصة عمليات الجمع من الأحياء من خلال سيارات، ويضع العمال -بدورهم- المخلفات العضوية فى جانب، والأخرى فى آخر. وستأخذ القمامة العضوية طريقها من محطة المناولة إلى مصانع الأسمدة وباقى المخلفات (زجاجات أو كراتين أو بلاستيك) إلى مصانع التدوير، بعد أن تمر على من يفرزها بمعرفة متعهدى القمامة. ■ ومتى يتم التخلص من القمامة نهائيا لنصل إلى «وطن نظيف»؟ - لن نتخلص من القمامة نهائيا إلا بتغيير سلوك المواطنين ونظام الجمع وإزالة صندوق الجمع التقليدى الموجود فى الشوارع الذى يتسبب فى تراكمها لتتحول لمنظر سيئ. ■ التقيتِ فى وقت سابق كبار متعهدى جمع القمامة.. ما رأيهم فى المنظومة الجديدة؟ - هم ما زالوا معترضين على هذه المنظومة، وهو الأمر الذى يعطل تنفيذها فى الوقت الحالى، لعدم وعيهم بأهميتها وما تحققه من ربح وراحة لهم، بعيدا عن الجمع المنزلى «المزعج». ■ وما موقف الشركات الأجنبية؟ - لن يتم التجديد للشركات الأجنبية بعد 2017، على أن تستبدل بها شركات وطنية شبابية، وستتحول القمامة إلى ثروة قومية؛ حيث يمكن استغلال كل طن قمامة فى تشغيل 8 وظائف طبقاً لدراسات عالمية ومحلية تم تنفيذها، إذا تم فرزها من المنبع بعيدا عن الجامع التقليدى. ■ شهدت المحميات الطبيعية إهمالاً شديداً عقب ثورة 25 يناير، فضلاً عن التعديات التى ارتُكبت بتواطؤ مسئولين كبار سابقين.. فمتى تتوقف التعديات؟ - لن تتوقف التعديات على أى مرفق فى الدولة إلا فى حال عودة الأمن وسيادة القانون وحينما تتطور الخدمات والمرافق فيها، وهو ما بدأنا فيه فى محميتى «وادى الجمال» و«رأس محمد». ولقد ألغينا مشروعا لتطوير المحميات يعتمد على استغلالها فى مشروعات تنموية صناعية؛ لأنه كان سيتحول إلى سمسرة للأراضى، بالإضافة إلى تدميرها بإنشاء مصانع مضرة للبيئة، وسنبدأ مشروعات تنموية للسياحة من خلال فنادق تطبق الشروط البيئية. ■ نهر النيل المصدر الرئيسى لمياه الشرب ملوث بالصرف الصناعى الذى يهدد صحة المواطن المصرى.. ما دور الوزارة لحماية نهر النيل من التلوث؟ - نقوم بدور الرصد والتفتيش وتغريم المخالفين، لكنى غير راضية عن هذا الدور، وأتمنى من المصانع الحكومية أن تنضبط بيئيا من نفسها، وإلا نكتفى بالتغريم فقط. ■ هل أدت الأحداث السياسية الأخيرة فى مصر والموقف الدولى إلى توقف المنح الأجنبية لوزارة البيئة؟ - المنح تعطلت فقط، وهناك منح عادت من دول أوروبية ومن البنك الدولى، كما أن هناك مشروعا مشتركا بين الوزارة ومرفق البيئة العالمى، وآخر مع الاتحاد الأوروبى والبرنامج الإنمائى للأمم المتحدة، وتعتزم الصين وكوريا الاستثمار فى مشروعات قش الأرز فى مصر قريبا.