قال الله تعالى: (اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتى ورضيت لكم الإسلام دينا)، المائدة: 3. فى الصحيح أن رجلا من اليهود جاء إلى عمر بن الخطاب -رضى الله عنه- فقال: يا أمير المؤمنين! إنكم تقرؤون آية فى كتابكم لو علينا معشر اليهود نزلت لاتخذنا ذلك اليوم عيدا. قال: وأى آية؟ قال: قوله «اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتى»، فقال عمر: والله إنى لأعلم اليوم الذى نزلت على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- والساعة التى نزلت فيها على رسول الله عشية عرفة فى يوم جمعة. قال كعب -رضى الله عنه- لو أن غير هذه الأمة نزلت عليهم هذه الآية لنظروا اليوم الذى أنزلت فيه عليهم فاتخذوه عيدا يجتمعون فيه. قالت أسماء بنت عميس -رضى الله عنها-: حججت مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- تلك الحجة، فبينما نحن نسير إذ تجلى له جبريل فمال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- على الراحلة فلم تطق الراحلة من ثقل ما عليها من القرآن فبركت، فأتيته فسجيت عليه بردا كان علىّ. وقال ابن جرير وغير واحد: مات رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بعد يوم عرفة بأحد وثمانين يوما، ولم ينزل بعدها حلال، ولا حرام. وعن على، عن ابن عباس -رضى الله عنهم- قوله: (اليوم أكملت لكم دينكم)، وهو الإسلام، قال: أخبر الله نبيه -صلى الله عليه وسلم- والمؤمنين أنه قد أكمل لهم الإيمان فلا يحتاجون إلى زيادة أبدا، وقد أتمه الله -عز ذكره- فلا ينقصه أبدا، وقد رضيه الله فلا يسخطه أبدا.