قليلون هم الذين كانوا يعرفون حقيقة فهمى هويدى قبل «25 يناير 2011»، وكثير من الناس كان بحاجة إلى أيادى شعب مصر فى 30 يونيو وهى تزيح الستار عن فضيحة هؤلاء الذين اختاروا معسكر أعداء مصر ولا يحاولون مجرد المحاولة أن يستروا عوراتهم، فساروا بيننا عراة يتفاخرون بعريهم. طوال يومى الأحد أو الاثنين، كان كتاب الأعمدة والمقالات المصريون طبعاً منشغلين بصورة أو بأخرى، إما بالاحتفال بذكرى النصر على العدو الإسرائيلى، أو بالحديث عن تهديدات الجالية الإخوانية فى مصر بإفساد فرحة الشعب بالنصر. لكن فهمى هويدى كان مشغولاً بالدفاع عن حركة حماس الإرهابية التى تحتل قطاع غزة الفلسطينى منذ سنوات بمباركة ودعم عدونا الإسرائيلى - الأمريكى، ومشغولاً أيضاً بقضية جهاد النكاح فى سوريا. «فهمى» هو نجل عبدالرازق هويدى، أحد مؤسسى تنظيم الإخوان الإرهابى، الذى حُكم عليه بالسجن خلال الستينات فى قضية «تنظيم ميت غمر وشبرا والشرابية». وولد «فهمى» فى مدينة الصف بالجيزة التى شهدت فى السنوات الأخيرة أحداثاً كثيرة بسبب كثرة أعداد الإخوان فيها. لكن «فهمى» ينكر تماماً علاقته بالإخوان، فالرجل الذى تربى على يد محمد حسنين هيكل، يقاتل عنهم متطوعاً ويؤمن بكل مبادئهم اختياراً، دون أن يسقيه أحد «حاجة صفرا»، ويردد خرافاتهم وأكاذيبهم وهو فى كامل قواه العقلية. يقول علم الأحياء إن الخرتيت وحيد القرن يتميز بالجلد السميك وعندما يتقدم فى السن يرتخى جلد جفنيه فيتدلى على عينيه ويحجب عنه الرؤية رغم أن عينيه سليمتان، لكننى شخصياً لا أميل إلى هذا التفسير لتبرير ما يكتبه فهمى هويدى، فهذا التبرير يشبه تبرئة متهم بزعم أنه حين ارتكب الجريمة لم يكن فى كامل قواه العقلية، وأزعم أن فهمى هويدى يرتكب ما يكتب وهو فى كامل قواه العقلية. لم يحتفل فهمى هويدى مع المصريين بانتصار أكتوبر، فهذا طبعاً أمر لا يخصه، ولم يكتب عن إرهاب الإخوان فى شوارع مصر، وهذا طبيعى فلا أحد يعادى أهله وعشيرته الذين شارك والده فى زرع نبتهم المسموم فى أرض مصر. ويرى فهمى هويدى فى مقالاته بجريدة «الشروق»، «الشروق» تانى، أن حماس بريئة من كل إثم، ومن كل إرهاب رغم استعراضاتهم المسلحة على حدود مصر ورغم عشرات المقبوض عليهم من حماس فى اشتباكات واعتداءات ضد المصريين، بل إنه يسمى إرهاب حماس «مقاومة»، ولا يختلف هذا عن تأكيده أن المحتشدين فى ميادين مصر أيام ثورة 30 يونيو لا يزيدون على 400 ألف، كما لا يختلف مع سخريته من الشرعية الشعبية التى منحها عشرات الملايين لقواتها المسلحة لطرد الإخوانى المحتل من قصر الرئاسة، ثم دعوته للمصالحة مع القتلة الإرهابيين، وليس هذا غريباً إذ يستحيل أن تجد فى مقالاته إدانة واحدة لما يفعله الإرهابيون أبناء الإخوان وحماس فى سيناء، ولن تجده أبداً حزيناً على جندى أو مواطن مصرى قتله الإرهاب. فى الحقيقة، إذا سرنا وراء فهمى هويدى سنحتاج إلى عشرات الصفحات لعرض تلك الأكاذيب التى لا يستحى منها أبداً.. ولا نصيحة له هنا سوى «استر نفسك بأى حاجة يا جدع.. عيب كده».