تدرس بعض أحزاب المعارضة الجزائرية فكرة مقاطعة الانتخابات الرئاسية المقبلة، إذا رأت أن السلطة مصرة على إجراء الانتخابات بواقعها السياسي الحالي، ورفضت الاستجابة لتوفير ظروف وشروط نزاهة وشفافية الانتخابات المقرر إجراؤها خلال شهر إبريل المقبل. وقال فاتح ربيعي الأمين العام لحركة النهضة، إن خيار مقاطعة الانتخابات أقرب بالنسبة إلينا من خيار المشاركة، بالنظر إلى الظروف السياسية والشروط التي تود السلطة فرضها لتوفير ظروف نجاح مرشحها أيا كان، الرئيس بوتفليقة أو غيره. وكشف ربيعي أن الفكرة ليست واردة على مستوى النهضة فقط، لكن خيار المقاطعة طرح قبل أيام خلال لقاءات تشاور عقدت مع أحزاب المعارضة من مختلف التوجهات السياسية، وعدة أحزاب تدرس فكرة إعلان مقاطعة جماعية للانتخابات، لأننا نرى أنه لا جدوى من المشاركة في انتخابات تحسم في الدوائر المغلقة. كما تضع حركة مجتمع السلم خيار مقاطعة الانتخابات الرئاسية ضمن الخيارات المطروحة، حيث قال عضو المكتب الوطني للحركة فاروق طيفور إن الورقة التي قدمها رئيس الحركة عبد الرزاق مقري إلى مجلس الشورى في دورته الأخيرة قبل أسبوعين، تضمنت اقتراحا من بين الخيارات المطروحة للتعاطي مع الرئاسية، وهى فكرة مقاطعة الانتخابات، بثلاثة أشكال للمقاطعة، الإيجابية عبر القيام بحملة انتخابية ضد الاستحقاق الرئاسي، أو المقاطعة السلبية بإعلان أن الحركة غير معنية بالاستحقاق الرئاسي، أو المشاركة بالورقة البيضاء الملغاة مع عدم تقديم مرشح، لأجل عدم تزكية مسار سياسي مسدود، رغم أن هذا الخيار سبق ممارسته ولم يحقق غاياته. ولم يستبعد سفيان جيلالي رئيس حزب جيل جديد، فكرة مقاطعة الانتخابات الرئاسية في حال إصرار السلطة على فرض ظروف تزوير الانتخابات لصالح مرشحها، "في ظل وضع كهذا، ستكون كل البدائل مطروحة، بما فيها المقاطعة وحث الجزائريين على رفض المشاركة في انتخابات صورية، لكننا في الظرف الحالي ندعو المعارضة ألا تدخل في التفكير العدمي، لأن النظام هو الذي يريد إبعاد الشعب عن الانتخابات، ودفع الطبقة السياسية إلى حالة الإحباط والمقاطعة، وعلى المعارضة أن تستغل قوة موقفها الأخلاقي والمعنوي لإجهاض طموحات السلطة". ومن جانبه رأى القيادي في حزب العدالة والتنمية الخضر بن خلاف، أن مجلس الشورى ترك الباب مفتوحا على كل الاحتمالات بشأن الانتخابات الرئاسية، بما فيها إمكانية المقاطعة، وأضاف "قاطعنا الانتخابات المحلية لأننا رأينا أن السلطة ليست لها أي نية لإجراء انتخابات شفافة، وفي الانتخابات الرئاسيةالمقبلة، يبقى خيار المقاطعة من الخيارات المفتوحة أمام الحزب. فيما يرى موسى تواتي رئيس الجبهة الوطنية الجزائرية ومرشحها للرئاسيات المقبلة، أن "التلويح بالمقاطعة من الآن يخدم النظام أكثر، وأنه يتعين على المعارضة أن تستنفد مطالباتها للسلطة بتوفير شروط وضمانات شفافية الانتخابات، وإذا لم تتوفر سيكون خيار المقاطعة ناجحا وذا أثر سياسي كبير، في حال نجحت المعارضة في تكريس المقاطعة كخيار سياسي وشعبي".