أكد العميد يسرى عمارة، الذى أسر «عساف ياجورى» قائد كتيبة المدرعات الإسرائيلية فى حرب 1973، أن احتفالات نصر أكتوبر المجيد هذا العام ستعوض، ونزول الشعب للميادين، سيعوض احتفال العام الماضى الذى تفنّن الإخوان فى إفشاله من خلال جلوس قتلة «السادات» بطل الحرب والسلام على المنصة التى قتلوه فيها بجوار الرئيس المعزول مرسى. واسترجع «عمارة» ذكرياته فى حرب 73 التى غيرت مجرى التاريخ، وكان نقيباً وقتها، حيث تصدى وكتيبته للواء مدرع إسرائيلى بقيادة «عساف ياجورى» واعتقله كأشهر أسير إسرائيلى فى حرب أكتوبر على أرض المعركة، بالرغم من إصابة «عمارة»، كما سبق له الاشتراك مع أسرة التشكيل فى حرب الاستنزاف فى أسر أول ضابط إسرائيلى واسمه «دان أفيدان شمعون». وقال: فى صباح 8 أكتوبر، ثالث أيام القتال، حاول اللواء 190 مدرع الإسرائيلى القيام بهجوم مضاد واختراق القوات المصرية والوصول إلى النقاط القوية التى لم تسقط بعد، ومنها نقطة الفردان، مشيراً إلى أن دبابات هذا اللواء كانت تتراوح ما بين 75 حتى 100 دبابة، وكان قرار قائد الفرقة الثانية يعتبر أسلوباً جديداً لتدمير العدو وهو جذب قواته المدرعة إلى أرض قتال داخل رأس كوبرى الفرقة، والسماح لها باختراق الموقع الدفاعى الأمامى والتقدم حتى مسافة 3 كيلومترات من القناة، وكان هذا القرار خطيراً وعلى مسئوليته الشخصية، وفى لحظة تحوّلت المنطقة إلى كتلة من النيران، وفى أقل من نصف ساعة أسفرت المعركة عن تدمير 73 دبابة. وأضاف: بعد المعركة صدرت الأوامر بتطوير القتال والاتجاه نحو الشرق وتدمير أى مدرعة إسرائيلية أو أفراد ومنعهم من التقدّم لقناة السويس مرة أخرى حتى لو اضطر الأمر إلى منعهم بصدور عارية. وتابع بقوله: أثناء التحرك نحو الشرق أصيبت السيارة التى كنت بها وانتقلت فى مركبة مع زملائى، ووقفت أعلاها لعدم وجود مكان لى، وجدت دماء على ملابسى وعرفت أننى أصبت دون أن أشعر، وأوقف زملائى المركبة وفجأة شاهدت جندياً من بعيد وجريت ناحيته دون أن أشعر بعدم وجود سلاح معى واكتشفت أنه يمكن أن يقتلنى، لكنه سيُقتل على يد زملائى الذين لحقوا بى وقفزت نحوه، وأصيب بالذُعر، فضربته على رأسه بخزينة البندقية الآلية، وهى مملوءة بالرصاص، ثم شاهدت مجموعة من الجنود الإسرائيليين يختبئون خلف طريق الأسفلت، ويستعدون لإطلاق الرصاص ورغم تورم يدى فإننى وزملائى هاجمناهم، ووجدت من بينهم قائداً عرفته من ملابسه وتم التعامل معه وأجبرناهم على الاستسلام، وكانوا 4، وتم تجريدهم من السلاح ومعاملتهم باحترام وفق التعليمات. وأضاف: تدرجت فى المناصب العسكرية حتى خروجى للمعاش ولى الفخر بأننى كنت ضابطاً بالقوات المسلحة ومازلت أحتفظ بالبدلة التى أسرت بها «ياجورى» وعليها دماء إصابتى لتكون شاهداً للأجيال القادمة على حب الوطن. وقال إن ما يميّز هذا العام هو نزول جماهير الشعب المصرى تلبية للفريق السيسى للاحتفال بميادين مصر، للتأكيد على أن الدولة المصرية شعباً وجيشاً وشرطة يد واحدة. كما وجّه رسالة إلى الإخوان، قائلاً: أياً كانت قوتكم، فلن تكون بقوة العدوان الثلاثى أو بقوة إسرائيل وخط بارليف المنيع الذى لا يُقهر. وأضاف أن جماعة الإخوان -للأسف- مصرية ولكنها فى إصرارها على إراقة الدم المصرى الغالى.