رأت صحيفة (واشنطن بوست) الأمريكية الصادرة اليوم أن جوهر المكالمة الهاتفية التي تمت بين الرئيسين الأمريكي باراك أوباما، والإيراني حسن روحاني، وما أعقبها من تصريحات لأوباما يبعث على القلق البالغ بل وينطوي على مخاطر عدة. وذكرت الصحيفة، في تحليل إخباري لها بثته على موقعها الإلكتروني، أنه عندما يلخص أوباما المشكلة القائمة مع إيران في "انعدام للثقة" بين طرفين - إحداهما يتبع الديمقراطية المنفتحة والأخر يعيش في ظل ديكتاتورية دينية - على حد تعبير الصحيفة، فلابد وقتها أن تدرك أن هناك مشكلة حقيقية. واعتبرت أن قيام أوباما باختزال المشكلة مع إيران على ذلك فقط، فإنه ساعد في حقيقة الأمر على تعزيز مزاعم إيران بأن الولاياتالمتحدة تتحمل مسؤولية مساوية لهذه "الثقة المنعدمة". وقالت "إن ما زاد الأمر سوءا تمثل في قيام أوباما بتكرار أكاذيب وخداع إيران بأنها لن تواصل مساعيها لصناعة الأسلحة النووية نظرا لإصدار فتوى داخل مكتب المرشد الأعلى للثورة الإيرانية وقفت ضد صناعة الأسلحة النووية"، مشيرة إلى أنه سيكون من المخيف حقا أن يأخذ أوباما هذه الأكاذيب محمل الجد؛ فلا توجد فتوى وحتى إن وجدت فإنها لن تحول قط دون استمرار طموحات إيران النووية. وأضافت "إن المشكلة لا تتمثل في حقيقة أن إيران لا تثق في الولاياتالمتحدة أو أن هناك فتوى دينية تحرم الأسلحة النووية، بل في حقيقة أن مؤيدي نظام الملا يرهبون ويساعدون على قتل الأمريكيين وتهديد جيرانهم بجانب قمع شعبه ويخترق العقوبات التي تحثه على منع تصنيع الأسلحة النووية". وتناولت الصحيفة تساؤلا طرحه مسؤول أمريكي سابق، رفض ذكر اسمه، وهو؛ لماذا يعتبره البعض شرفا وسرورا لأوباما أن يتحدث إلى هذا رئيس دوله ترعى الإرهاب ويمثل حكومة مشوره بالقمع، هذا بجانب رفضه منذ أيام توجيه التحية إلى أوباما؟. وأبدت الصحيفة مخاوف من إمكانية أن يتجنب أوباما الضغط على روحاني لوقف دعم بلاده المستمر للجماعات الإسلامية المتشددة ووقف انتهاك قوانين الأممالمتحدة والوكالة الدولية للطاقة الذرية بجانب وقف دعم نظام الرئيس السوري بشار الأسد الذي يقمع شعبه.