سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الإسكندرية: إقبال ضعيف ومخاوف من تهديدات الإخوان تشديدات أمنية مكثفة داخل القطارات.. وتعاون بين أفراد الشرطة والركاب لمنع عودة الباعة الجائلين.. ومواطن: «حاطط إيدى على قلبى من قنابل بتوع مرسى»
عشرات المواطنين يتدافعون للخروج من الأبواب الرئيسية لمحطة مصر بمحافظة الإسكندرية، وجود أمنى مكثف بداخل المحطة وعلى مدار الرحلة التى استمرت لأكثر من ثلاث ساعات كاملة، أصوات سائقى الميكروباص وسيارات التاكسى التى تتراص بجوار المحطة تتعالى للنداء على الزبائن، وباعة جائلون يقفون على حدود المحطة لعرض بضائعهم من المناديل وقطع الحلوى والجرائد على الركاب. عقارب الساعة تشير إلى السابعة و20 دقيقة صباحاً، أعداد الوافدين فى تزايد ملحوظ لركوب القطار رقم 7 الذى دفعت به هيئة السكك الحديدية كأول قطار يعود إلى العمل بعد انقطاع دام لعدة أسابيع فى ظل وجود أمنى مكثف من أفراد الشرطة، صوت موظف الاستعلامات ينطلق عبر مكبرات صوت المحطة للتنبيه على تحرك القطار خلال دقائق من محطة بنها بمحافظة القليوبية متجهاً إلى محطة مصر بالإسكندرية، مع المرور على محطات المراكز المختلفة التى توجد فى طريقه. «إحنا بقالنا شهر ونص متبهدلين فى المواصلات، ومش عارفين نروح شغلنا علشان الطريق مقفول والدنيا واقفة، ده غير إن السواقين استغلوا الظروف ورفعوا الأجرة ل3 أضعاف»، يتحدث محمد السنهورى، موظف بشركة مياه بإيتاى البارود أحد سكان مدينة قويسنا بمحافظة المنوفية، ويواصل قائلاً: «عودة القطارات للعمل بكامل طاقتها أمر ضرورى لعشرات الآلاف من الموظفين والطلاب الذين يذهبون إلى أعمالهم ويعودون فى نفس اليوم، خاصة الذين يعملون فى محافظات الإسكندرية والبحيرة وكفر الشيخ، التى لا توجد مواصلات مباشرة إليها، الأمر الذى يجبرنا على ركوب أكثر من 4 مواصلات حتى نتمكن من الذهاب إلى عملنا دون أن نتمكن من اللحاق بمواعيد العمل الرسمية». يضيف الشاب الثلاثينى: «قررت العيش داخل غرفة المحطة التى أعمل بها فى محافظة البحيرة على مدار الأسبوع، وتركت زوجتى وأطفالى الثلاثة، بعد تكرار تأخيرى عن مواعيد العمل الرسمية، وتحويلى إلى التحقيق أكثر من مرة». إشادة بين الركاب بانتظام حركة القطار على قضبان السكة الحديد، مع تكرار شكوى انتظاره لأوقات أطول من المحددة له على رصيف المحطات، وهو ما فسره لهم موظف قطع التذاكر بالقطار على أن السائق يعطى الفرصة لأكبر قدر من الركاب للحاق به، خاصة أن ذلك لن يكون له أضرار سلبية؛ لأنه القطار الوحيد الذى يعمل على خط القضبان فى هذا التوقيت. يقول أحمد عبدربه، أحد أبناء مدينة بنها بمحافظة القليوبية، الذى يعمل موظفاً بهيئة الاتصالات بطنطا: إن تأخر القطارات عن مواعيدها المقررة وبطء حركتها على القضبان أيسر على الركاب من استخدام الميكروباصات، فى ظل قطع الطرق المستمر وجشع السائقين، بالإضافة للزحام وعدم جاهزية السيارات لنقل الركاب لمسافة تقترب من 40 كيلومترا. ويضيف: «أسعار تذاكر واشتراكات قطارات الدرجة الثالثة مناسبة للغالبية العظمى من المواطنين فى ظل تدنى الأجور وغلاء أسعار جميع السلع، علشان أروح الشغل بالعربية بدفع أجرة 7 جنيه وأنا رايح وزيهم وأنا راجع، إنما القطر بينزلنى قريب من الشغل من غير ما يكلفنى حاجة غير الاشتراك السنوى». انتشار ملحوظ لأفراد الشرطة وموظفى هيئة السكك الحديد داخل القطار قبل دخوله إلى محطات محافظة البحيرة، فى ظل انخفاض أعداد الركاب، تحذيرات متكررة من أفراد الأمن والركاب للباعة الجائلين بعدم صعود القطارات للبيع فيها حتى لا تتكرر سيناريوهات ما قبل توقف القطارات لمنع تحويلها إلى «سويقة» مرة أخرى -على حد وصف بعضهم. أحد أفراد الأمن -طلب عدم ذكر اسمه- أكد وجود تعليمات لجميع أفراد الشرطة وموظفى هيئة السكك الحديدية الموجودين بالقطار بعدم السماح للباعة الجائلين بالصعود إليه مرة أخرى والقبض على البائعين الذين يتسللون فى الخفاء، وتسليمهم إلى نقطة شرطة المحطات لعمل محاضر لهم، بجانب القبض على الأشخاص الذين يشتبه فيهم لمنع حدوث تفجيرات أو عمليات انتحارية قد تودى بحياة الآلاف من ركاب القطارات. مخاوف بين الركاب من قيام أنصار الرئيس المخلوع محمد مرسى بتنفيذ تهديداتهم السابقة بتفجير القطارات وإطلاق الرصاص عليها فى حالة عودتها إلى العمل مرة أخرى، وأحاديث جانبية بين الركاب وأفراد الشرطة الذين يرتدون الزى المدنى للتأكد من الاحتياطات الأمنية التى تحول دون تنفيذ تلك العمليات الإرهابية. «والله أنا طول الرحلة وأنا ماسك قلبى بإيدى لا حد من بتوع مرسى اللى كانوا بيقولوا هنفجر القطارات يكون حاطط قنبلة على القضبان ولا جوّه القطر؛ لأن لو ده حصل أرواح كتير هتروح، وأبرياء هيتشردوا» يتحدث سامى موسى، موظف بمحافظة الإسكندرية -55 سنة- ويواصل قائلاً: إن التفجيرات العديدة التى تكررت على مدار الأيام الماضية بالإضافة إلى عشرات القنابل التى تم إبطال مفعولها داخل محطات المترو وعلى الكبارى الرئيسية أثارت مخاوف عديدة بداخله من احتمالية قيام أحد من أنصار «مرسى» بوضع قنبلة داخل القطار وتفجيره «كل واحد مننا وراه كوم لحم لو جراله حاجة العيال دى هتتشرد.