حذرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية اليوم، من أن رغبة الرئيس الإيراني الجديد حسن روحاني، في توجيه بلاده نحو مسار جديد يتسم بالاعتدال والانفتاح يجب ألا تعمي الولاياتالمتحدة عن رؤية الصعوبات التي لاتزال تقف في طريق الوصول لحل دبلوماسي لأزمة البرنامج النووي الإيراني. وأشارت الصحيفة، في مقال نشرته على موقعها الإلكتروني اليوم، لمحلل وكالة المخابرات المركزية الأمريكية "سي.آي.إيه" السابق كينيث بولاك، إلى توجه روحاني إلى نيويورك لحضور اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة وإلقاء كلمه خلالها ربما تمثل تحولا حادا في السياسات الإيرانية التي كان ينتهجها سلفه الرئيس أحمدي نجاد. وأوضح بولاك، أن روحاني أبدى في السابق رغبته في إجراء تسوية حول الملف النووي الإيراني من أجل تحسين علاقات بلاده مع الغرب ورفع العقوبات الاقتصادية المفروضه عليها بسبب هذا الأمر، إلا أنه حذر مع ذلك من عدم استطاعته صد منافسيه المتشددين إلى الأبد، في ضوء عدم وضوح ما إذا كان الشعب الإيراني سيقبل بتقديم التنازلات التي تريدها واشنطن وحلفاؤها. ولفت إلى أن المرشد الأعلى للثورة الإيرانية علي خامنئي هو المسؤول عن إصدار القرار النهائي بشأن هذه التسوية، وليس روحاني، فيما أظهر خامنئي القليل من المرونة رغم تمخض التصريحات الأخيرة من جانب القيادة الإيرانية عن إنعاش الآمال بشأن إمكانية أن يلين موقفهم إلى حد ما. ورأى بولاك، أنه في حال فشلت المساعي فى التوصل لحل دبلوماسي، فإن الولاياتالمتحدة، ستواجه اختيار أحد بديلين هما إما استخدام القوة لمنع إيران من تطوير ترسانة نووية، وإما احتواء إيران نووية إلى أن ينهار نظامها السياسي بسبب عيوبه. وقال "إن ذلك سيكون اختيارا صعبا.. لذا ينبغي علينا التفكير فيه من الآن نظرا لأن الولاياتالمتحدة لن تستطيع تحمل رؤية إنهيار جهودها الدبلوماسية فجأة أو أن تجد نفسها مجبرة على أن تزج بنفسها دون استعداد مسبق مثلما حدث في سوريا". واعتبر بولاك أن توجيه ضربة جوية أمريكية محدودة ضد المنشآت النووية الإيرانية سيكون بداية لحرب طويلة مع إيران، ولن يسطر نهاية لأزمتها النووية.