خطابان متناقضان بلسان واحد يعقبان كل حدث أمنى، تبرؤ وتنصل من المسئولية تبادر بإعلانهما جماعة الإخوان عقب حدوث اشتباكات ووقوع ضحايا من الأهالى وقوات الأمن، يقابله صوت إخوانى آخر يستثمر أحداث الإرهاب متوعداً بتزايد واستمرار العنف فى مصر. اللسان الرسمى لجماعة الإخوان يبرئ ساحتها من التجاوزات والمواجهات المسلحة مع الأمن أثناء تطهير بؤر التمركز الإرهابى، كلام الإخوان يتمسك بسلمية مؤيديها، ملقياً بتهمة الإرهاب ومخالفة القانون على رجال الأمن وأنصار «30 يونيو» ضد مؤيدى الرئيس السابق السلميين - حسب تصريحات الجماعة، فضفضة تحمل شعوراً بالشماتة يعلق بها أعضاء الجماعة وأنصارهم على الخسائر البشرية والمادية لعمليات مواجهة الإرهاب فى سيناء وكرداسة وغيرها، «ولسّه بكرة هتشوفوا مصر.. بكرة البلد هتولع.. الانقلابيين عايزين يحرقوا البلد» عبارات تهديد تتضمنها تعليقات الإخوان ومسانديهم فى حساباتهم على مواقع التواصل الاجتماعى، أحمد أبوزيد -أحد مؤيدى «المعزول»- يقول إن ما حدث فى «رابعة العدوية» و«النهضة» وبعدهما دلجا وكرداسة قتل ممنهج للديمقراطية واعتقال لمتظاهرين سلميين «اللى يفلت من الموت يقبضوا عليه جوّا بيته ويقولوا عليه إرهابى»، حسب قوله، موضحاً أن «العنف الأمنى تجاه مواطنين عزل هو الإرهاب الحقيقى وأن الشعب المصرى سيعلم من القاتل الحقيقى للمتظاهرين المسالمين، عند السلطة الانقلابية أى حد ملتحى أو معلق صورة الرئيس مرسى اسمه إرهابى ومسلح»، وفقاً ل«أبوزيد». يقول د. هاشم بحرى، أستاذ الطب النفسى بجامعة الأزهر، إن صوت الإخوان المتوعد يمثل صغار الجماعة الذين صعدوا إلى فئة الوسط بعد اعتقال القادة الكبار «معندهُمش خبرة ويفتقدوا التفكير الاستراتيجى المستقبلى»، حسب تفسيره، يؤكد «بحرى» أن أعضاء الإخوان المتوعدين على «الفيس بوك» و«تويتر» يتعاملون بطريقة القيادات المحبوسة «مش عايزين يتعلموا من اللى قبلهم لأنهم فاقدين للعقلانية السياسية والمجتمعية وطبعاً همّا الخسرانين فى الآخر»، حسب خبير الطب النفسى.