تحولت مدينة كرداسة إلى ساحة حرب، ليلة أمس الأول، بعد ورود معلومات عن عزم قوات الأمن اقتحام المدنية، لتحريرها من قبضة الإرهابيين، فبين المسيرات التى تجوب الشوارع، إلى تعزيز اللجان على مدخل المدينة، وميادينها الرئيسية بالمسلحين الملثمين، وإغلاق الطرق بمخلفات المبانى تنوعت المشاهد، «الوطن» كانت حاضرة فى المدينةالمحتلة من قبل الإرهابيين، ورصدت استعداداتهم الأخيرة لمواجهة قوات الأمن. المشهد الأول: مسيرات اللافتة السوداء لافتة سوداء كُتب عليها «يوم من رابعة فى كرداسة»، متبوعة بعلامة رابعة العدوية، وشعار «ضد الانقلاب»، تعلو منصة خشبية، شيدت عصر أمس الأول، ضمن فعاليات الإخوان التى تندد بالانقلاب العسكرى، على حد زعمهم، وبدأت فعاليات المنصة بعد وصول 3 مسيرات، طافت قرى مركز كرداسة، كانت بدايتها من قرية بنى مجدول، مرورا بقرية ناهيا، لتلتقى مع مسيرة ثانية انطلقت من أبورواش، وكفر حكيم، لتندمح فى مسيرة واحدة تجوب شوارع كرداسة، ويستقر بها المطاف فى النهاية أمام المنصة المقامة بجوار مسجد الشاعر. المشهد الثانى: التكفيريون يحتشدون مع ملامسة عقارب الساعة الحادية عشرة والنصف، وجهت المنصة الشكر للجميع وطالبتهم بالانصراف، ليبدأ بعدها المئات من شباب التيارات الإسلامية المختلفة فى تشكيل اللجان الشعبية، كما هو معتاد مع سواد كل ليلة، منذ حدوث مجزرة قسم الشرطة، تحسباً لاقتحام قوات الأمن للبلدة فى أى وقت، وبعد مرور ساعة ونصف، انتشر خبر عزم قوات الأمن اقتحام البلدة الليلة، بين أهالى البلدة، ما دفع محمد نصر الغزلانى، أحد أعضاء تنظيم الجهاد، الذين أفرج عنهم محمد مرسى، الرئيس المعزول، وهو المسئول عن تأمين البلدة، إلى تعزيز ومضاعفة أعداد اللجان الشعبية من العناصر الجهادية. المشهد الثالث: ظلام وأسلحة خيمت حالة من الهدوء المصحوب بالحذر على شوارع المدينة، بعد انقطاع التيار الكهربائى عن معظم شوارعها، ما اضطر أصحاب المقاهى، والمحال التجارية إلى غلق أبوابها، والذهاب إلى منازلهم، ولم تدم حالة الهدوء كثيرا فى الشوارع، إذ انتشرت عناصر مسلحة فى الميادين الرئيسة، خاصة فى شارع جمال عبدالناصر، ومحيط قسم الشرطة، وفوق العمارات والمبانى المرتفعة، وسط ترقب وصول قوات الجيش، والشرطة. المشهد الرابع: فضاء الخوف والتحريض لم يختلف الوضع كثيرا فى العالم الافتراضى ل«شباب كرداسة» عما يحدث على أرض الواقع، واتحدت صفحات الإخوان على شبكة التواصل الاجتماعى ال«فيس بوك». المشهد الخامس: ساعات غلق الطرق مع اقتراب الفجر، وصلت سيارات نقل محملة، بأكوام من الأتربة، ومخلفات المبانى، التى استخدمت فى غلق الطرق، بارتفاع يتجاوز المترين، ورفعت اللجان المسلحة حالة استعدادها، حيث ظهرت السيارات، والدراجات النارية، التى يستقلها ملثمون بالسلاح الآلى. المشهد السادس: لحظة التمركز والاستعداد مع أذان الفجر، بدأت قوات الأمن تتمركز بالقرب من مداخل كرداسة من كل الجهات، دون التحكم فى حركة الدخول أو الخروج منها، سواء من ناحية أبورواش، وصفط اللبن وكذلك المنصورية وناهيا، فى انتظار إشارة البدء. المشهد السابع .. وبدأت المعركة مع سطوع أول ضوء لنهار يوم الخميس، بدأ زحف قوات الشرطة المدعومة بقوات من الجيش، احتشدت 5 مدرعات لقوات الجيش و3 تابعة للشرطة على مدخل كرداسة، من ناحية صفط، تتبعها 6 سيارات، قوات خاصة، ومن ناحية المنصورية، تمركزت قوات الأمن على مدخل شارع جمال عبدالناصر، وتكرر الأمر من ناحية ناهيا، وأبورواش من طريق مصر إسكندرية، ومع السادسة صباحا انطلقت ساعة الصفر، بإطلاق نار متبادل بين العناصر الإرهابية التى اعتلت أسطح المبانى، واحتمى بعضهم بالسواتر الترابية، وإطلاق النار على قوات الجيش، والشرطة، التى تبادلت معهم إطلاق النار وتمكنت من التقدم داخل الشوارع المدينة، لتبدأ معركة الحسم.
