شكك عدد من الخبراء الفرنسيين والدوليين فى جدوى الاتفاق الذى توصلت إليه الولاياتالمتحدةوروسيا أمس، بشأن الأسلحة الكيميائية في سوريا والذي رحب به المجتمع الدولي بأكمله. وذكرت صحيفة "لوموند" الفرنسية اليوم، أن الحل العسكرى في سوريا استبعد بالفعل لصالح المخرج الدبلوماسي، حيث نجح وزيرا خارجية الولاياتالمتحدة جون كيري وروسيا سيرجي لافروف في إبرام اتفاق يعطي مهلة أسبوع واحد لدمشق لتقديم قائمة بأسلحتها الكيميائية ويؤدي إلى تفكيكها قبل منتصف العام المقبل. ولفتت الصحيفة اليومية، أن الاتفاق وضع تحت الفصل السابع لميثاق الأممالمتحدة الذي يجيز استخدام القوة في حال فشل النظام السوري على الوفاء بالتزاماته. ونقلت "لوموند"عن أوليفيه لوبيك الخبير المتخصص بمؤسسة الأبحاث الاستراتيجية بباريس قوله، إنه لا يعتقد أن يتم تدمير الأسلحة الكيميائية السورية بحلول نوفمبر 2014 "بالنظر إلى الحرب الأهلية" التي تشهدها البلاد، مضيفا أن هذا الأمر يبدو "خيالي تماما"، لاسيما وأنه في حالة السلام، فإن تدمير هذا النوع من الأسلحة يستغرق عدة سنوات. وأوضح الخبير الفرنسي، أن سوريا لاتمتلك البنية الأساسية لتدمير تلك الأسلحة، وبالتالي ينبغي بناء عدد من المصانع وهو ما تصل تكلفته إلى مئات الملايين من الدولارات، مذكرا بأن الولاياتالمتحدةوروسيا أنفسهما لم تنتهيا من تدمير مخزوناتهما الخاصة والتي قدرها بما يترواح ما بين 30 إلى 40 ألف طن، على الرغم من أن موسكو وواشنطن استثمرتا المليارات من الدولارات منذ منتصف تسعينيات القرن الماضي من أجل الامتثال لمعاهدة الحظر. وأشار لوبيك إلى أن تدمير مخزون الأسلحة الكيميائية السورية يتم عبر وسيلتين "أما الحرق أو التحلل المائى (عن طريق خلط الماء مع المواد الكيميائية في درجة حرارة عالية) مشيرا إلى أن نقل الأسلحة الكيميائية من سوريا إلى بلد آخر محظور بموجب اتفاقية عام 1993، وفي الوقت نفسه فإن سوريا لديها حدود مشتركة مع دولة لم تصدق على الاتفاقية دخلت حيز النفاذ في عام 1997 فى إشارة إلى إسرائيل. واعتبر الخبير الفرنسي أن "وثيقة جنيف دبلوماسية وتعمل على الحفاظ على مصالح الجانبين الروسي والأمريكي". وأضافت "لوموند" أن الولاياتالمتحدةوروسيا على حد سواء يقيمون مخزون الاسلحة الكيميائية السورية بحوالى ألف طن يتعين على دمشق تقديم قائمة بها في غضون أسبوع ووفقا للاتفاق الجديد، ومن ثم تنتقل بعثة من المفتشين الدوليين في نوفمبر المقبل إلى سوريا للتحقق من عملية التفكيك. ونقلت "لوموند" عن جون باسكال زاندرز، خبير الأسلحة الكيميائية قوله: إن صانعى اتفاق جنيف "روسياوالولاياتالمتحدة" لا يتحكمون في المواعيد النهائية التي وردت بالاتفاق، مشيرا إلى أن القرارات ستتخذها منظمة حظر الأسلحة الكيميائية التي سيجتمع مجلسها التنفيذي الأسبوع المقبل بلاهاي. وأوضح الخبير الفرنسي، أن قرارات المجلس التنفيذى للمنظمة "سيادية" وأن الولاياتالمتحدةوروسيا لديهما صوت واحد فقط من بين ال41 صوت بالمنظمة التي أعلنت سوريا مؤخرا انضمامها لها.