تطورات جديدة شهدتها الأزمة بين روسياوالولاياتالمتحدةالأمريكية على خلفية طرد الأخيرة وحلفاء آخرين لبريطانيا، دبلوماسيين روسيين، ردًا على اتهام بريطانيالروسيا بتسميم جاسوس روسي سابق على الأراضي البريطانية، لترد "موسكو" مؤخرًا بطردها 60 دبلوماسيًا أمريكيًا، علاوة على إغلاق قنصلية الولاياتالمتحدةالأمريكية في مدينة سانت بطرسبرغ الروسية. تواصل "الوطن" مع خبراء، لمعرفة السيناريوهات المقبلة بين روسياوأمريكا في أطار الأزمة الحالية، حيث قال السفير جمال بيومي مساعد وزير الخارجية الأسبق، إن هناك طريقين يمكن اتباعهما من قبل طرفي الأزمة، إما التصعيد أو التهدئة لتعود المياه لمجراها مرة أخرى، لافتًا إلى أن روسيا هي الطرف الأجدر بالسعي للتهدئة لأنها بحاجة للعلاقات الجيدة مع الغرب، لكن المسألة الآن بالنسبة لها هي مسألة "كرامة". التوتر ربما يقود لتوتر أكبر واضطراب في العلاقات، خصوصًا من ناحية الرئيس الأمريكي صاحب الإجراءات والخطوات غير المتوقعة دائمًا، حسبما أوضح "بيومي"، مضيفًا أن الأمر لن يتطور لمرحلة الحروب وطريقه في النهاية إلى الهدوء مرة أخرى. روسيا وصلت إلى حدودها النهائية في أزمة طرد الدبوماسيين مع تصعيد طفيف متوقع من قبل بريطانيا لإظهار موقفها أمام الرأي العام الدولي، حسب حديث الدكتور طارق فهمي، أستاذ العلاقات الدولية بجامعة القاهرة، موضحًا أن موسكو لن تصطدم بشكل مباشر ونهائي مع أمريكا نظرًا للمصالح الحاكمة بين البلدين. أمريكا دخلت في أزمة طرد الدبوماسيين والمعرفة ب"حرب السفراء" لدعم بريطانيا والتأكد على حضورها في الاتحاد الأوروبي، وفقًا ل"فهمي"، خلال حديثه ل"الوطن"، لافتًا إلى أن موسكو صعدت الأزمة حتى إعلان طردها للدبلوماسيين الأمريكيين لمعالجة المشهد السياسي والاستراتييجي بصورة كاملة. الأزمة تسير في اتجاهين، أولهما دخول بريطانيا مع الجانب الروسي في مواجهة تعرف بالحرب الباردة، حسبما أوضح أستاذ العلاقات الدولية، بينما يتمثل المشهد الثاني في تصعيد روسيا بصورة أو بأخرى مع ضوابط حاكمة للجانبين تتمثل في المصالح المشتركة منها الاتفاق النووي "5+1" وغيرها.