«مدارس آيلة للسقوط.. جدران متهدمة.. ومقاعد متهالكة.. وفصول ضيقة».. على هذه الحال استقبلت مدارس أسيوط العام الدراسى الجديد، وانتقد أولياء أمور ومدرسو وطلاب المحافظة سوء حالة المدارس الحكومية، خاصة الابتدائية منها واستمرار تجاهل وزارة التربية والتعليم لها. وقال الأهالى إن الكثير من مدارس المرحلة الابتدائية الموجودة بالقرى غير آدمية، ولا تكفل أبسط حقوق الطفل، مؤكدين أن حالتها وانتشار الرطوبة بها يهدد بانتشار الأوبئة والأمراض بين التلاميذ، كما جعلت سوء حالة المبانى وجود التلاميذ بالمدارس مغامرة تهدد بوفاتهم تحت أسقفها وجدرانها المتهالكة. «الوطن» رصدت فى جولة ميدانية، أحوال المدارس فى محافظة أسيوط، للوقوف على حالتها، وبدت مدرسة نزلة عبدالله الابتدائية، بمدخل مدينة أسيوط، فى حالة سيئة، فالمبنى مؤجر من الأهالى ومبنى من الطوب اللبن والعروق الخشبية، وتآكلت الشبابيك والأبواب بفعل حرارة الشمس، ورغم ذلك تعمل بنظام الفترتين ويصل عدد تلاميذ كل فترة إلى ما يزيد على 350 تلميذاً. واشتكى المدرسون من انتشار الحيات والعقارب فى المدرسة، وقالوا إنه فى حالة تحريك أى قطعة من الأثاث أو دولاب يجدون أسفله عقارب وأنواعاً مختلفة من الزواحف، فضلاً عن أن المنازل المجاورة للمدرسة قديمة وأسقف المدرسة من الخشب ومعرضة للانهيار فى أى لحظة. وانتقد المدرسون ارتفاع عدد التلاميذ، مشيرين إلى أن العدد يصل إلى 55 تلميذاً فى الفصل الواحد، وقالوا إن المدرسين ليس لديهم حجرة، ومكتب المدير عبارة عن «منضدة» فى حجرة تضم المدرسين والإداريين والوكلاء، ومكتبة المدرسة ما هى إلا دولاب حديدى قديم، مشيرين إلى أن حمامات المدرسة آيلة للسقوط بسبب رشح المياه. أما مدرسة أبوعميرة الابتدائية بمركز أبنوب، والتى تضم 600 تلميذ وتلميذة، فهى عبارة عن طابق مؤجر داخل دوار العمدة، والمدرسة عبارة عن 8 حجرات يبلغ مساحة الحجرة الواحدة 10 أمتار ولا يتسع فناء المدرسة حتى لطابور الصباح، ما يجعل المدرسة سجناً للتلاميذ. وقال المدرسون إن المدرسة ليس بها غرفة خاصة بهم ولا مكاتب للمدير والإداريين، ولا مكتبة، مشيرين إلى أن مكتب المدير عبارة عن منضدة فى الصالة المشتركة بين الفصول، وهو عبارة عن دولاب فى صالة المدرسة وكذلك غرفة التربية الرياضية والمجالين الصناعى والزراعى والاقتصاد المنزلى ما هى إلا دواليب فى صالة المدرسة. فى المقابل، اشتكى مدرسون وأولياء أمور بمدارس عزبة خلف والمعابدة والبدارى، من انتشار السلاح والخصومات الثأرية وإطلاق النيران بمحيط المدارس، التى وصفوها بمدارس الدم والنار.