قال الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، إن الشريعة هي "حجر الزاوية" في حياة المسلمين وحضارتهم، وأنَّ الحضارة الإسلامية حضارةٌ وسط، وتمثِّل الوسطية ركنًا من أركانها، وتمثِّل نموذجًا مستقلًا يستعصي على الذوبان أو التلاشي أو الانسحاق في حضارة أخرى، لا تنطلق من القيم والثوابت نفسها، التي تنطلق منها حضارة الإسلام. ولفت "الطيب" -فى بيان إعلامي- إلى أن الحضارة الإسلامية مؤسَّسة على الوحي الإلهي، وعلى الأخلاق المنضبطة بالشريعة الإسلامية، ثم هي -في الوقت ذاته- حضارة منفتحة ومستوعبة ومسالمة. وعن موقع الوحي في الحضارة الإسلامية، قال شيخ الأزهر "يقع الوحي الإلهي من منظومة الحضارة الإسلامية موقع القلب والدماغ من جسد الإنسان، فقد شَكَّلَ الوحي المرجعيَّة الأولى في تاريخ الحضارة، ومَثَّلَ السِرَّ الخفي الكامن وراء صمودها وثباتها، رغم الضربات العنيفة التي وُجِّهت إليها على مدى تاريخها الطويل". وأوضح "الطيب" معنى الوحي الذي تستند إليه الحضارة الإسلامية، فقال "هو الدين الموحَى به من الله تعالى إلى نبي الإسلام -صلَّى الله عليه وسلَّم- عقيدةً وشريعةً وسلوكًا وقيمًا وآدابًا. وهذا الوحي الإلهي قد حدَّد كل هذه الأركان، وصاغها صياغةً كاملةً بيَّنَها النبي نظريًّا في أحاديثه الشريفة، وعمليًّا في سيرته الشخصية.