ما زال النزيف السوري مستمرا، وبينما تتقدم القوات التركية لفرض النفوذ العسكري على منطقة عفرين الحدودية، لم يستطع مجلس الأمن رغم عقد جلسة طارئة الوصول لحل للنزاع وتهدئة الأمر. ولليوم الثالث على التوالي، تابعت القوات التركية عملية غصن الزيتون بمنطقة عفرين السورية، حيث ضربت وحدات الحماية الكردية في المنطقة، ما أدى لسقوط قتلى من المدنيين، بحسب ما صرحت به مصادر كردية لموقع "العربية. نت". وعلى الجانب الآخر بسط الجيش السوري الحر نفوذه على 11 نقطة في عفرين، أما القوات الكردية فأعادت نشر عناصرها خارج المواقع التي خسرتها في شمال سوريا، وفي ذات السياق، طلبت قوات سوريا الديمقراطية من واشنطن أن تقوم بمسؤوليتها إزاء عفرين. أما عن رد الولاياتالمتحدة، قال وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون، إن واشنطن تسعى للعمل مع تركيا لإقامة منطقة آمنة بشمال غربي سوريا، وأكد تيلرسون أن واشنطن تبحث مع أنقرة و"بعض القوات على الأرض" كيفية استقرار الوضع على حدود تركيا الجنوبية استجابةً لمخاوفها الأمنية المشروعة، حسب شبكة "سكاي نيوز" الإخبارية. وقالت قوات سوريا الديمقراطية المدعومة من الولاياتالمتحدة، أمس، إنها تدرس إمكانية إرسال مساعدات إلى عفرين للمساندة في صد الهجوم التركي، ودعا كينو غابرييل، المتحدث باسم قوات سوريا الديمقراطية، في مؤتمر صحفي، بثته قنوات تلفزيونية، إلى اتخاذ كافة الإجراءات الدولية لردع الهجوم التركي. بينما ذكرت وكالة دوغان للأنباء، أن صاروخا أطلق من منطقة عفرين السورية وأصاب معسكرا تركيا لمقاتلي الجيش السوري الحر قرب الحدود السورية، ما أدى إلى مقتل 2 وإصابة 12 آخرين، وقالت الوكالة إن الصاروخ أصاب منطقة كيريخان بإقليم هتاي.، وأضافت وكالة الأنباء أن القتيلين يعتقد أنهما من مقاتلي الجيش السوري الحر الذين يشاركون في العملي. من جانبه أكد الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، في خطاب أدلى به في العاصمة أنقرة على أنه يوجد اتفاقا بين تركياوروسيا فيما يخص العملية العسكرية في منطقة عفرين، وأن أنقرة لن تتراجع عن العملية، وأضاف أردوغان أن تركيا ستسيطر على عفرين كما استحوذت على جرابلس والراعي والباب في سوريا، وسيعود السوريون إلى ديارهم، حسب "العربية. نت". وعن موقف روسيا من تصريحات أردوغان، قال الكرملين إن المسؤولين الروس على اتصال بالقيادة التركية بشأن العملية العسكرية في عفرين، ولم يعلق المتحدث باسم الكرملين، ديمتري بيسكوف، عندما سئل إذا كانت موسكو على علم مسبق بالعملية. وقال إن روسيا لا تزال تعتقد أن من الضروري الحفاظ على وحدة أراضي سوريا. السياسي الكردي السوري، ألدرين خليل، صرح أمس بأن التدخل التركي الروسي في سوريا، سيهدم نية الأكراد للمشاركة في مؤتمر سوتشي للسلام الذي تستضيفه روسيا نهاية يناير الجاري، حسب "سكاي نيوز" ورجح ألدرين خليل أن أكرادا في سوريا لن يحضروا إلى مؤتمر السلام السوري الذي تخطط روسيا لإقامته، والذي صار "بلا معنى" بسبب التآمر الروسي مع تركيا في هجومها على منطقة عفرين. حسب رويترز. وتنوي روسيا استضافة المؤتمر يومي 29 و30 يناير الجاري، وقال مسؤولون في الإدارة التي يقودها الأكراد والتي تحكم مناطق في شمال سوريا، في وقت سابق، إنه جرت دعوتهم لمؤتمر سوتشي وإنهم سيحضرون. وانتهت جلسة مجلس الأمن الدولي، مساء أمس، والتي عقدت لمناقشة الهجوم التركي على المقاتلين الأكراد في عفرين، من دون أن يصدر إدانة أو إعلانا مشتركا، حسب موقع "العربية. نت". وفي ختام الجلسة العاجلة التي عُقدت بطلب من باريس، أعرب السفير الفرنسي لدى الأممالمتحدة، فرانسوا دولاتر، عن "قلق عميق حيال الوضع في شمال سوريا وسط التصعيد المستمر"، وتحدث دولاتر عن "الوضع الإنساني المأساوي الناجم عن عمليات النظام السوري وحلفائه"، بشكل خاص في إدلب والغوطة الشرقية.