كان ثورياً فى «الحرافيش»، وباحثاً عن معنى السعادة والحياة فى «الشحاذ»، وعلى حافة الكفر بكل شىء «فى قلب الليل» و«الكرنك»، عاشق للحارة المصرية مع «زقاق المدق» و«خان الخليلى»، صاحب الحوار السلس والممتع فى «خمارة القط الأسود»، داعيا للكآبة فى «بداية ونهاية»، تعلم منه الأدباء كيف تكون الفانتازيا أدباً راقياً فى «ليالى ألف ليلة»، وكيف يُكتَب التحقيق الاستقصائى فى «العائش فى الحقيقة». إنه الأديب العالمى والأسطورى نجيب محفوظ، أول عربى يحصل على نوبل فى الآداب، والذى تحول الكثير من أعماله إلى سينما ودراما ومسرح. ولد محفوظ فى 11 ديسمبر 1911 فى حى الجمالية، وسمى باسمٍ مركب تقديراً من والده عبدالعزيز إبراهيم للطبيب الذى أشرف على ولادته التى كانت متعسرة «الدكتور نجيب محفوظ»، وعاصر «محفوظ» ثورة 1919 طفلا فى السابعة من عمره، والتحق بجامعة القاهرة فى 1930، وحصل على ليسانس الفلسفة، وعمل سكرتيراً برلمانياً فى وزارة الأوقاف من 1938 إلى 1945، ثم مديراً لمؤسسة «القرض الحسن» فى الوزارة حتى 1954، وعمل بعدها مديراً لمكتب وزير الإرشاد، ثم انتقل إلى وزارة الثقافة مديراً للرقابة على المصنفات الفنية وفى 1960 عمل مديراً عاماً لمؤسسة دعم السينما، ثم مستشاراً للمؤسسة العامة للسينما والإذاعة والتليفزيون، وكان آخر منصب حكومى شغله هو رئيس مجلس إدارة المؤسسة العامة للسينما من 1966 إلى 1971. ثم تقاعد «محفوظ» ليصبح أحد كتاب مؤسسة الأهرام.. وتزوج من السيدة عطية الله إبراهيم أثناء فترة توقفه عن الكتابة بعد ثورة 1952. بدأ نجيب محفوظ الكتابة فى منتصف الثلاثينات، وكان ينشر قصصه القصيرة فى مجلة «الرسالة» ثم نشر روايته الأولى «عبث الأقدار» ثم نشر «كفاح طيبة»، و«رادوبيس»، ومنذ عام 1945 بدأ خطه الروائى الواقعى الذى حافظ عليه فى معظم مسيرته الأدبية برواية «القاهرة الجديدة»، ثم «خان الخليلى»، و«زقاق المدق»، وكان قد توقف عن الكتابة بعد الثلاثية ثم بدأ نشر روايته الجديدة «أولاد حارتنا» فى جريدة «الأهرام» فى 1959 ثم «ملحمة الحرافيش». فى أكتوبر 1995 تعرض لمحاولة اغتيال على خلفية تحريم رواية «أولاد حارتنا» واتهامه بالكفر والخروج عن الملة. ومن الجوائز التى حصل عليها «قوت القلوب الدمرداشية» عن «رادوبيس» فى 1943، وجائزة وزارة المعارف عن «كفاح طيبة» فى 1944، وجائزة مجمع اللغة العربية عن «خان الخليلى» فى 1946، وجائزة الدولة فى الأدب عن «بين القصرين» فى 1957، ووسام الاستحقاق من الطبقة الأولى فى 1962، وجائزة الدولة التقديرية فى الآداب فى 1968، ووسام الجمهورية من الطبقة الأولى فى 1972، وقلادة النيل العظمى فى منتصف الثمانينات، ثم توجت مسيرته الأدبية بجائزة نوبل فى الأدب عام 1988، وكفافيس 2004. وتوفى الأديب العالمى فى 30 أغسطس 2006، تاركا إرثا عظيما من الروايات والقصص الأدبية المعبرة عن الواقع المصرى بمعظم لغات العالم الشهيرة.