فى ساعة مبكرة من صباح أمس غيّب الموت اللواء عمر سليمان نائب رئيس الجمهورية السابق بمستشفى «كليفلاند» بالولاياتالمتحدة، حيث كان مصاباً بمرض فى الرئة منذ بضعة أشهر، وحدثت له مشاكل فى القلب، وتدهورت صحته بشكل مفاجئ منذ ثلاثة أسابيع، استدعى نقله إلى المستشفى بولاية أوهايو للعلاج، وكان برفقته اثنتان من كريماته. وأكدت مصادر خاصة ل«الوطن» أن المجلس الأعلى للقوات المسلحة هو أول من علم بخبر وفاة اللواء عمر سليمان -نائب رئيس الجمهورية السابق- وعقد اجتماعا طارئا بعد إبلاغ رئاسة الجمهورية للترتيب لنقل الجثمان. وأوضحت المصادر أن اجتماع المجلس العسكرى برئاسة المشير حسين طنطاوى -الذى استمر لما يقرب من الساعتين داخل مقر وزارة الدفاع بكوبرى القبة- خيم عليه الحزن لوفاة سليمان وأصدر طنطاوى توجيهاته بضرورة إقامة جنازة عسكرية تليق بالمتوفى. وأكد مصدر قيادى بجهاز المخابرات أن وفاة اللواء عمر سليمان طبيعية وليس بها أى شبه جنائية ولم تثبت تحريات المخابرات أى عمليات تورط فى وفاته خاصة أن هذا الأمر تردد بقوة من قبل بعض وسائل الإعلام وأن الولاياتالمتحدة أو إسرائيل وراء حادث الوفاة لطبيعة عمل سليمان السابق كرئيس لجهاز المخابرات وامتلاكه العديد من الأسرار على المستويين الإقليمى والعالمى. وأوضح المصدر أن سليمان كان يعانى فعلا من بعض الأمراض فى الدم والكلى تطورت إلى إصابته بالسرطان حتى وقت عمله رئيسا لجهاز المخابرات إلا أنها اشتدت عليه مؤخرا مما دفعه للتوجه إلى الولاياتالمتحدة لإجراء الفحوصات الطبية اللازمة. من جانبه استبعد الفريق حسام خيرالله، وكيل جهاز المخابرات العامة المصرية السابق لشئون المعلومات، وجود شبهة جنائية فى وفاة اللواء عمر سليمان، مشيرا إلى أن سليمان تجاوز عمره 76 عاما، بجانب إصابته بمياه على الرئة. وقال خيرالله ل «الوطن» إنه يجب وضع الأمور فى حجمها الطبيعى، متسائلا عن المستفيد من قتل اللواء سليمان، مشيرا إلى أن كثيرا من المصريين لم يعلموا شيئا عن شخص اللواء عمر سليمان إلا عقب توليه منصب نائب الرئيس وعند ترشحه لرئاسة الجمهورية فقط. وعن احتمال اغتيال اللواء سليمان لطبيعة عمله السابق كرئيس لجهاز المخابرات العامة المصرية والمعلومات التى يمتلكها عن عدد كبير من القضايا الداخلية والخارجية وأنشطة بعض الشخصيات، أكد خيرالله أن الحديث عن امتلاك سليمان مستندات عن كثير من الملفات المصرية لا يعنى أنه محتفظ بها فى حقيبته، إنما لديه بعض المعلومات التى ما زالت بعض تفاصيلها فى ذاكرته. وعن محاولة اغتياله عقب توليه منصب نائب الرئيس السابق حسنى مبارك، قال خيرالله إن محاولة الاغتيال ارتبطت بظروف معينة، ولا معنى لاغتياله الآن، مشيرا إلى أن اللواء عمر سليمان نفسه آثر الابتعاد عن السياسة فى الفترة الأخيرة وعدم الحديث فى أى شىء. وفى هذا الصدد أكد اللواء نبيل فؤاد -مساعد وزير الدفاع الأسبق- أن سليمان يستحق جنازة عسكرية لأنه رجل جيش سابق وعمل لسنوات فى جهاز المخابرات ولا توجد أى تهم أو قضايا عليه تحرمه من هذا الحق. ويؤيده فى الرأى اللواء عبدالمنعم كاطو -الخبير العسكرى والمستشار بالقوات المسلحة- حيث أشار إلى أن عمر سليمان أحد الرموز الوطنية التى تستحق التكريم فى جنازته وأن تقام له جنازة عسكرية وبرتوكولية كاملة حيث يتم توجيه الدعوة لقيادات الدولة ولدول العالم لحضور ممثليها للجنازة. فيما أكد مصدر أمنى رفيع المستوى أن سليمان كان يعانى من السرطان منذ فترة وأنه توجه للولايات المتحدة للعلاج منه وأنه فى الغالب قد يكون هو سبب الوفاة.