آثر الإخوان المسلمون بالإسكندرية الابتعاد عن قلب المدينة وطريق الكورنيش وساحة مسجد القائد إبراهيم ومناطق سيدى جابر وسيدى بشر ومحطة مصر ومحرم بك، التى اعتادوا التظاهر فيها، ولجأوا إلى الانطلاق بمسيرة فى منطقة العوايد بضواحى الإسكندريةالشرقية لتأييد المعزول محمد مرسى والمطالبة بإعادته لكرسى الحكم. وانطلق المئات من أنصار «المعزول» فى مسيرة احتجاجية عقب صلاة الجمعة أمس خرجت من أمام مسجد الرحمن بمنطقة العوايد، رافعين الإشارات «الصفراء» التى تشير إلى رابعة العدوية، مرددين هتافات منها: «ارحل يا سيسى.. مرسى هو رئيسى» و«يسقط يسقط حكم العسكر» و«هنقولها فى كل مكان.. الشرعية فى الميدان» و«إسلامية إسلامية». وسيطر مؤيدو الفريق أول عبدالفتاح السيسى، وزير الدفاع، على ساحة مسجد القائد إبراهيم، على عكس المعتاد، ورددوا هتافات: «الشعب والجيش.. إيد واحدة»، رافعين العلم المصرى وصور «السيسى». وخلا مسجد القائد إبراهيم من مؤيدى الرئيس المعزول، رغم إعلان الجماعة عن تنظيم مسيرات من مختلف مساجد الإسكندرية، تحت عنوان «جمعة الشهداء»، وتظاهر المئات لتأييد خارطة الطريق، على كورنيش الإسكندرية، مرددين هتافات منها: «من غير إخوان.. الثورة هتفضل فى الميدان» و«الإخوان فين.. الثوار أهم» و«الجيش والشعب.. إيد واحدة». كانت مناوشات طفيفة قد حدثت، قبل صلاة الجمعة، أمام شارع سوتر على بعد 200 متر من مسجد القائد إبراهيم، بين عدد من أنصار جماعة الإخوان المسلمين والأهالى، بعد محاولة الإخوان دعوتهم للمشاركة فى مسيرة الجماعة بمنطقة العوايد، الأمر الذى اعتبروه دعوة للفتنة وزيادة الأزمة التى تعانيها البلاد. فيما رفض النشطاء تلبية الدعوة للمظاهرات التى انتشرت على صفحات موقع التواصل الاجتماعى «فيس بوك»، احتجاجاً على إخلاء سبيل الرئيس الأسبق حسنى مبارك، حتى لا تستغل جماعة الإخوان التجمعات الثورية كغطاء لها وتتمكن من احتلال ميادين الثورة من جديد. وقال أحمد البلاسى، عضو المكتب التنفيذى لحزب الدستور بالإسكندرية: إن إخلاء سبيل «مبارك» جاء نتيجة للأخطاء الكبيرة التى تسبب فيها المجلس العسكرى السابق فى المرحلة الانتقالية الأولى وما تلاها من أخطاء جماعة الإخوان المسلمين عقب وصول «مرسى» للحكم وإعادته لمحاكمات قتلة الثوار، ما تسبب فى هذه النتيجة. وأضاف: استغلت جماعة الإخوان المسلمين الآن إخلاء سبيل «مبارك» لخداع القوى الثورية وتوريطها فى مظاهرات لرفض هذا القرار حتى يتمكنوا ثانية من احتلال ميدان التحرير وكافة ميادين الثورة بالمحافظات تحت غطاء ثورى حقيقى. إلى ذلك، دفعت مديرية أمن الإسكندرية بتعزيزات أمنية فى شوارع الإسكندرية تضم تشكيلات أمن مركزى وشرطة وقوات من الجيش لتأمين المساجد والكنائس والمنشآت الحيوية، تحسباً لحدوث أى أعمال عنف. وقال اللواء أمين عز الدين، مدير أمن الإسكندرية: إن رجال الأمن قاموا بتأمين كل المنشآت الحيوية والممتلكات العامة والخاصة، مع السماح بالتظاهر السلمى والتصدى بقوة لأى أعمال عنف وإرهاب للمواطنين. إلى ذلك، نشرت القوات المسلحة الآليات والمدرعات والمركبات العسكرية وأقامت عدة أكمنة لتأمين طريق مصر - إسكندرية الزراعى.