سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
مجزرة فى «ميت العطار»: تاجر دواجن أُصيب ب«لوثة» فقتل 15 مواطناً بالسلاح الآلى الجانى أطلق النار على الأهالى عشوائياً..والشرطة تنجح فى قتله.. وابن أخيه وصديقه وشريكه من بين الضحايا
مجزرة بشعة شهدتها قرية ميت العطار، التابعة لمركز بنها، فى الساعات الأولى من صباح أمس، حيث فوجئ أهالى القرية بأحد المسجلين خطر، وقد أصابته «لوثة» حاملا سلاحه الآلى، وطاف به شوارع القرية، يقتل كل من يقابله، حتى لو كان من أقاربه، وسط حالة ذهول وذعر وخوف أصاب الشيوخ والنساء والأطفال والشباب لمدة ساعتين كاملتين، حتى تمكنت قوات الأمن من قتله على أطراف القرية، فيما أسفرت المجزرة البشعة عن سقوط 15 شخصا من أهالى القرية الذين تصادف مرورهم فى الشارع خلال إطلاق المتهم النار بطريقة عشوائية. الغريب أن جميع الضحايا الذين سقطوا فى المجزرة لاعلاقة لهم بأى أحداث ثأر أو حتى خلافات مع المتهم وعائلته، ودفعت أجهزة الأمن بتشكيلات أمنية وفرضت طوقا أمنيا تحسبا لأى طوارئ، وأصر الأهالى على استلام جثث ذويهم ودفنها فى نفس التوقيت قبل بزوغ الفجر. بعد المجزرة تحولت القرية لسرادق عزاء كبير، وفاحت رائحة الموت من كل مكان، وسيطر الذهول على وجوه الجميع، والكل غير مصدق ما حدث، والبعض وصف الحادث بأنه أشبه بما يحدث فى أفلام الأكشن الأمريكية. وتولى محمد عز، وكيل أول نيابة مركز بنها، التحقيق بإشراف عماد مهنى، مدير النيابة، والمستشار حاتم الزياتى، المحامى العام لنيابات شمال القليوبية، التحقيق فى القضية، وأمر بندب الطبيب الشرعى لتشريح الجثث، لمعرفة سبب الوفاة، وطلب تحريات المباحث عن ظروف الواقعة وإرسال السلاح المستخدم للمعمل الجنائى لفحصه والتصريح بدفن الجثث عقب انتهاء التشريح وإجراء معاينة تصويرية لموقع الحادث، وكشف التقرير المبدئى للطب الشرعى إصابة معظم المتهمين بطلقات نارية من سلاح آلى بالقلب والصدر فى معظم الحالات ومن مسافة قريبة. ومن المنتظر أن تستمع النيابة، صباح اليوم، لأسر الضحايا الذين تعذر سؤالهم أمس من شدة الصدمة، كما استمعت النيابة لبعض ضباط المباحث الذين توجهوا إلى القرية عقب الحادث. وكان العميد ياسر توفيق، مفتش مباحث شمال القليوبية، تلقى بلاغا من أهالى قرية ميت العطار، مركز بنها، عن الواقعة التى قام بها أحد أفراد عائلة الرفاعية ويدعى عمر عبدالرازق عبدالله الرفاعى، 28 سنة، عاطل ومسجل خطر مفرج عنه حديثا، من أحد السجون فى قضية قتل، قضى خلالها عقوبة 7 سنوات. وتم إخطار اللواء محمود يسرى، مدير أمن القليوبية، بالحادث الذى انتقل على الفور لمكان الواقعة وبصحبته اللواءان عرفة حمزة، مدير المباحث، وهشام خطاب، مفتش الأمن العام، والعميد أسامة عايش، رئيس مباحث القليوبية، وقوات الأمن المركزى والقوات الخاصة، وتم فرض كردون أمنى على القرية وطاردت القوات المتهم بمساعدة الأهالى وسط الزراعات، وظل يطلق عليهم الرصاص فتبادلت معه القوات والأهالى الرصاص، فلقى مصرعه فى الحال وسط تهليل الأهالى وتجمهرهم ومحاولتهم الفتك بجثته، وكشفت المعاينة المبدئية التى أجراها المقدم حازم سعد، رئيس مباحث مركز بنها، أن المتهم كان فى حالة سكر بسبب تعاطيه كمية كبيرة من المخدرات، مما أثر على حالته العقلية والنفسية، وقام باصطحاب سلاحه الآلى وظل يطلق الرصاص عشوائيا على كل من يقابله من الأهالى، مرددا عبارات نابية ضد أهالى القرية لقبولهم عودة أسرة الكلافيين للإقامة بالقرية مرة أخرى وعدم مساندتهم لعائلته فى ثأرها معهم. وتبين أن الحادث أسفر عن مصرع كل من عبدالعزيز عبدالفتاح عبدالعزيز، 42 سنة، وهو أحد أقارب المتهم وأمين على أمين الدعدع، 33 سنة، وطه أحمد طه، 25 سنة، محاسب بالجهاز المركزى للمحاسبات وإبراهيم السيد إبراهيم ندا، 33 سنة، وأحمد سمير إبراهيم عبدالرؤوف، 35 سنة، وعماد فتحى على، 23 سنة، وعماد الحسينى عبدالحفيظ، 37 عاما، وحسن عبدالعليم محمد حسن، 41 سنة، وحسن محمد عبدالهادى عبدالحفيظ، 27 سنة، وعبدالفتاح محمد فرج إبراهيم، 25 سنة، ومحمد هاشم إبراهيم هاشم، 43 سنة، ومحمد شحتة السيد حسن ومحمد عبدالرحيم السيد وأحمد عبدالعظيم السيد وعبدالله زينهم عفيفى. لم تكن هذه المجزرة هى الأولى التى تشهدها قرية ميت العطار مركز بنها، فقد سبق أن شهدت معركة بالأسلحة الآلية بين عائلتى الكلافيين والرفاعية، منذ 4 سنوات وراح ضحيتها 23 قتيلا، وأُصيب العشرات بسبب النزاع بين العائلتين على الأراضى الزراعية، ومنذ ذلك الحين تتجدد المناوشات بين العائلتين ويسقط قتيل من هنا وهناك، لكن هذه المرة كان الوضع مختلفا تماما، لأنه لم تكن هناك خلافات أو مشاكل بين الجانى والضحايا، ففى الواحدة والنصف صباحا فوجئ أهالى القرية بالمتهم وهو يهذى بكلمات غير مفهومة، ويقتل كل من يقابله بطريقة جنونية، حتى أن اثنين من أقاربه حاولا إثناءه عن هذا الفعل، لكنه لم يستمع إليهما وقتلهما فى الحال، كما قتل ابن شقيقه وصديقه وشريكه فى تجارة الدواجن، كما دخل على اثنين فى من الضحايا وقتلهما فى منزليهما، وكانت الجثة تسقط تلو الأخرى وسط صرخات واستغاثات أهالى القرية العزل من السلاح، حتى ارتوت الشوارع ببكاء الأهالى حزنا على ما شاهدوه. وحسب أهالى القرية، فإن المتهم أصيب فى الفترة الأخيرة بحالة اكتئاب واضحة، وقال مجدى العفيفى، عامل بالوحدة الصحية، من أهالى ميت العطار، ورجح أن تكون هذه الحالة بعد أن قام «الكلافيين» باحتلال العزبة محل النزاع وطرد الرفاعية منها، فى ظل أحداث الانفلات الأمنى، فضلا عن قتل 4 من عائلة الرفاعية، وهو الأمر الذى أصاب أفراد عائلته بحالة نفسية، لكن المؤكد أن المتهم كان يتعاطى مخدرات بكثرة، خلال الفترة الأخيرة واتضح ذلك بجلاء خلال ارتكابه المجزرة، والدليل أن من بين الضحايا 3 من أقاربه، منهم ابن شقيقه عبدالفتاح وصديقه حسن عبدالعليم وشريكه محمد هاشم. أحد شهود العيان الذين تصادف وجودهم فى موقع الحادث، رفض ذكر اسمه، قال فوجئنا بالمتهم وهو شبه «سكران» تقريبا ومعه سلاح آلى وكمية ذخيرة تتجاوز 500 طلقة داخل شنطة، وأول ضحية سقطت على يد المتهم كان عماد حمدى علام ثم أحمد سمير جعفر، ثم تحرك لمسافة 100 متر أخرى، ووجد أمامه اثنين آخرين وأمطرهما بوابل من الرصاص، ثم بدأ يتحرك وسط الشوارع بعشوائية، وتطور الأمر وفوجئنا به يدخل بعض المنازل ويقتل من يقابله وأول المنازل التى دخلها هى منزل محمد الشحات الشرقاوى، ثم صعد للدور الثالث لمنزل محمد هاشم وقتله هو الآخر وسط صراخ الأسرة. يشير شاهد آخر، إلى أن المتهم توجه بعد ذلك سيرا على الأقدام لإحدى المزارع على أطراف القرية، وهنا وصلت قوات الأمن التى حاصرت المنطقة وتم اصطياد القاتل. وفى مشهد جنائزى مهيب، أدى مئات من أهالى القرية صلاة الجنازة على أرواح الضحايا جميعا، بمن فيهم المتهم، بعد تشريح الجثث، حيث وصلت الجثث للقرية فى 9 سيارات إسعاف وتم أداء صلاة الجنازة فى وقت مبكر من صباح أمس، داخل مركز شباب القرية وخرجت الجثامين تباعا للمقابر، وتم دفنها وانصرف الجميع لأحزانه وسط مطالبات بطرد عائلة المتهم من القرية بعد أن تحول الثأر منها مع كل عائلات القرية.