انقسم معتصمو المنصة، فى جمعة «فاقد الشرعية»، مساء أمس الأول، حول الاستمرار فى الاعتصام أمام النصب التذكارى فى مدينة نصر أو نقل اعتصامهم إلى قصر الاتحادية، للمطالبة بحل جماعة الإخوان المسلمين «المحظورة»، حسب وصفهم، واستمرار العمل بالإعلان الدستورى المكمل. وتطور الانقسام إلى اشتباكات بين الطرفين ب«الشوم والمطاوى»، فى مشهد غاب عنه رجال الشرطة والجيش. وعلمت «الوطن» أن سبب الأزمة يعود إلى خلافات بين قيادات الاعتصام، بعد أن اتهمهم البعض بتقاضى أموال من أحد رجال الأعمال، يمول المنصة، وهو ما جعل قيادات فى الاعتصام يجمعون المتظاهرين التابعين لهم ويتوجهون بهم من المنصة إلى قصر الاتحادية. وفى ال 9 مساءً زاد عدد المتظاهرين إلى قرابة 3 آلاف، وظلوا يهتفون بإسقاط جماعة الإخوان المسلمين، ورددوا: «يسقط يسقط حكم المرشد» و«اللى بيسأل إيه القضية.. مرسى انقض على الشرعية». وحضر النائب محمد أبوحامد وطالب المتظاهرين بالتوحد والوقوف ضد حكم الإخوان والإصرار على مطالبهم باستمرار حل مجلس الشعب والعمل بالإعلان المكمل. وقال أبوحامد: إن الإخوان تابعون للأمريكان ولا بد من الوقوف ضدهم، مطالبا الجميع بالوجود أمام السفارة الأمريكية للاحتجاج على زيارة هيلارى كلينتون، وزيرة الخارجية الأمريكية، وأوضح أن التظاهرات تهدف إلى دعم القانون والتصدى لأى أحد يحاول إسقاطه حتى لو كان رئيس الجمهورية، لافتاً إلى أن الجماعة تريد إسقاط الشرعية والقانون حتى تتحول مصر إلى أفغانستان أو عراق جديد. وطالب أبوحامد بضرورة المشاركة الجماعية الإيجابية فى الحياة السياسية وإنشاء حزب سياسى ضخم للوقوف ضد الإخوان فى الانتخابات البرلمانية، خصوصاً أن مصر تحتضن الجميع وليس الإخوان فقط، رافضاً أن يحكمها مكتب الإرشاد. وفى ال 11 مساءً انقسم المتظاهرون من جديد بين استمرار اعتصامهم أمام المنصة أو التوجه إلى قصر الرئاسة، قام على أثره أحمد عبدالغنى، منسق عام الاعتصام، بجمع أنصاره والتوجه بهم إلى قصر الرئاسة، وهو ما أغضب القيادات الأخرى. وتطور الأمر إلى مشادات كلامية بين الطرفين، ثم اشتباكات بالأسلحة البيضاء بين المعتصمين، غادر على أثرها عدد من المتظاهرين، وتوقفت المنصة الرئيسية عن بث الأغانى. وفى ال 12 صباح أمس، عادت الأوضاع إلى الهدوء، وصعد منسقو الاعتصام إلى المنصة، لتأكيد أن سبب الانقسام يعود إلى اتهام البعض لهم بالحصول على أموال من أحد رجال الأعمال الداعمين للاعتصام، لافتين إلى أن بينهم مندسين يريدون تشويه صورتهم. وبدأت أعداد المتظاهرين فى الانخفاض تدريجياً فى الواحدة صباحاً، وعادت حركة المرور لطبيعتها، وعقد المستمرون فى الاعتصام، المقدرون بالعشرات، حلقات نقاشية حول مواصلة التظاهر فى المنصة أو الانتقال إلى قصر الاتحادية، ومع الثالثة صباحاً لم يوجد أمام النصب التذكارى سوى بعض العمال لإزالة المنصة الضخمة، ومعهم ما لا يزيد عن 15 من المعتصمين.