سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
عدلى منصور فى رسالة للعاهل السعودى: الأوقات العصيبة تكشف المعادن الحقيقية للقادة «أبوالغيط» ل«الوطن»: موقف «الملك» أخلاقى وشريف ويوحد العالم العربى فى صفنا.. وكلمته تمثل تحدياً للسياسة الخارجية الأمريكية
حملت رسالة الرئيس المؤقت عدلى منصور إلى العاهل السعودى الملك عبدالله بن عبدالعزيز عدداً من النقاط تتجاوز التعبير عن شكر مصر للمملكة وخادم الحرمين لتسلط الضوء على مخطط استهداف العالمين العربى والإسلامى. وقال أحمد أبوالغيط، وزير الخارجية الأسبق، فى تصريحات ل«الوطن»، إن موقف المملكة يعكس قمة التأييد ويعد موقفاً أخلاقياً شريفاً. وبحسب نص الرسالة، قال الرئيس: «استمع أبناء الشعب المصرى لبيان جلالتكم الواضح والحازم فى دعم مصر شعباً وحكومة فى هذه الظروف الدقيقة التى تمر بها فى مواجهة الإرهاب البغيض، الذى أطل بوجهه القبيح على أرض الكنانة حفظها الله من كل سوء وأعز شعبها فى مواجهة كيد العابثين بأمنها»، وأكد أن مصر عركت عبر تاريخها الطويل والعريق الصعوبات ونعمت بالانتصارات التى تولد من رحم التحديات الجسام دفاعاً عن أمتيها العربية والإسلامية، فكان خير عون وسند فى الملمات وفى مواجهة الفتن والضلال والمعتدين الغاشمين. وتابع «منصور» فى رسالته: «الأوقات العصيبة التى تشهدها الشعوب والأمم هى التى تكشف عن المعادن الحقيقية للقادة والشعوب وتميز الخبيث من الطيب. وفى خضم هذه الأحداث أكدتم من جديد على أصالة موقف جلالتكم وشعب وحكومة المملكة الشقيقة، فأبيتم إلا أن تنطقوا بالحق برؤيتكم الثاقبة وحكمتكم النافذة حول المخاطر التى تتهدد الأمة العربية والإسلامية، التى تسعى إلى أن تفت فى عضد مصر وتوهن قوتها، ظناً منها أنها ستنال بذلك من عزمها أو أنها ستخضع إرادتها لمآرب أعداء أمتها». وأضاف الرئيس أن العالمين العربى والإسلامى «فى أشد الحاجة إلى الإنصات للدعوة التى أطلقتموها، ليس من أجل مصر وحدها وإنما لأن دعوتكم الصائبة للوقوف صفاً واحداً هى انتصار للحق وصون للأمة العربية والإسلامية بل وللعالم من شرور الإرهاب الذى لا يرعى ديناً ولا ذمة». وتابع: «إذا كانت مصر لا تستغرب مثل هذه المواقف النبيلة لجلالتكم وللمملكة الشقيقة، فإنه لا يسعها إلا أن تؤكد أنها ستواصل التصدى باسمها وباسم أمتها العربية والإسلامية، بل وباسم العالم المتحضر، لقوى الإرهاب التى أماطت اللثام عن وجهها الذميم وأبت إلا أن تروع المواطنين الآمنين وأن تريق دماءهم بدعاوى زائفة ولأغراض لا تمت بصلة إلى الدين أو إلى القيم الإنسانية السامية». وشدد على أن «مصر عازمة على التصدى لهذا العدوان الشرس على أمنها واستقرارها، ومن خلفها أمتنا العربية والإسلامية، ولن تسمح لمن يرفعون السلاح لترويع أبناء شعبهم ومن أخذهم الغرور والتجبر ليرفعوا أعلام تنظيم القاعدة فى القاهرة ويعتدون على دور العبادة ومنشآت بناها شعب مصر على مدى عقود بعرق أبنائه، بأن ينالوا من هذا الشعب الأبى الذى وقف وقفة رجل واحد خلف قيادته وانحاز لخريطة طريق تؤمن له إرساء ديمقراطية تجمع ولا تقصى توحد ولا تفرق وتبنى مصر قوية مستقرة ملتزمة بأمن واستقرار أمتيها العربية والإسلامية». وأكد الرئيس أن مصر لن تنسى، وهى تواجه بقوة وحسم هذه الهجمة الإرهابية، من وقف إلى جوارها وكان خير سند لها، و«ستكون دائماً وكعهدها قوية فى دفاعها عن أشقائنا فى كل ربوع عالمنا العربى الكبير، وستظل مصر والسعودية ركيزتى الاستقرار والأمن فى المنطقة وفى مقدمة الصفوف للذود عن كرامة وعزة أمتنا العظيمة، وسيكون النصر دوما حليفنا لأننا دعاة حق وخير، والتاريخ خير شاهد على أننا باتحادنا وتعاوننا سنخرج بإذن الله منتصرين لأمتنا». وقال إن «مسيرة شعب مصر ماضية بإذن الله، وسوف يُسطر التاريخ للرجال وللأمم مواقفهم الناصعة فى دعمها، كما سيزدرى بذات القدر مواقف المتخاذلين عن الوقوف إلى جانبها». ومن جانبه، أشار أحمد أبوالغيط إلى أن موقف المملكة العربية السعودية الذى أعلنه الملك عبدالله بن عبدالعزيز فى كلمته أمس الأول، يعكس قمة التأييد لدولة عربية إسلامية، ويعد موقفاً أخلاقياً شريفاً ليس بغريب على المملكة، وليس بمستغرب على الملك عبدالله الذى جاءت كلماته لتؤكد وقوف السعودية بثقلها بجانب مصر التى تناضل نضالاً مشروعاً تجاه كل المخططات الأجنبية التى تحاك لها وللمنطقة. وأضاف «أبوالغيط»، فى تصريحات خاصة ل«الوطن»، أن من يستمع لكلمة الملك عبدالله يدرك أن المملكة العربية السعودية قدرت أن هناك هجوماً «وقحاً» تتعرض له مصر ورغبة فى عدم الاعتراف بحقيقة الوضع المصرى، وبالتالى وضعت ثقلها وقدراتها إلى جوار مصر، وبالتالى تقدم لمصر مساعدة سيذكرها التاريخ. وأوضح «أبوالغيط» أن أهمية الموقف السعودى فى كونه يؤدى على نحو كبير إلى لم الصف العربى والإسلامى إلى جوار مصر، ويلقى الضوء بما لا يدع مجالا للشك على مخطط غربى لئيم يستهدف مصر والمنطقة بأسرها. وحول التحدى الذى مثلته كلمة العاهل السعودى للسياسة الخارجية الأمريكية كونها جاءت بعد 24 ساعة من كلمة الرئيس الأمريكى باراك أوباما، قال «أبوالغيط» إن المملكة وهى أحد الأركان الرئيسية فى العالمين العربى والإسلامى لا تأخذ فى حسبانها أى مواقف أمريكية إذا ما كان الأمر يضر بمصر أو العرب أو العالم الإسلامى.