وسط باعة الذرة المشوية والبطاطا وحمص الشام والترمس والأعلام والعصائر الذين يمتلئ بهم ميدان التحرير، كان غريبا أن يقف بائع «شباشب» فى قلب الميدان؛ فبضاعته ليست من البضائع الرائجة التى يحتاجها المتظاهرون، ومع ذلك استطاع أن يجد لنفسه مكانا ومبررا للوقوف. هو معوض عبدالحميد، صاحب السلعة الجديدة التى دخلت الميدان للاستفادة من جموع المتظاهرين المحتملين بعد الصدام الذى يتوقعه بين المجلس العسكرى والرئيس المنتخب بعد قرار عودة البرلمان. «الشبشب ده أهم حاجة ممكن المتظاهرين يحتاجوها بسبب الحر».. هكذا برر معوض سبب وجوده فى الميدان؛ فالوقوف لساعات طويلة فى مظاهرات تحت أشعة الشمس الحارقة يصعب معه ارتداء حذاء: «أحيانا فيه ناس بتتقطع منها الجزم وبتدور على شبشب تلبسه، والإخوان عملوا دورة مياه فى الميدان وبيحتاجوا شباشب علشان الوضوء، ولو فيه اعتصام أو الميدان زحمة وحر الناس بتحب تلبس شبشب». معوض يبيع الشباشب بأسعار معقولة تتراوح بين 7 و10 جنيهات. وحول وعد الرئيس محمد مرسى بإزالة إشغالات الطريق خلال برنامج ال100 يوم الأولى من فترته الرئاسية، قال معوض: «مفيش حد يقدر يمشينا من الميدان، كل الناس عملت مظاهرات فئوية إلا البياعين، ولو نزلنا فى مظاهرة هتبقى أكبر مليونية لأننا أكتر من 5 مليون بياع». وطالب معوض بإنشاء أكشاك مرخصة للباعة، معتبرا ذلك المطلب حقا مشروعا له ولجميع الباعة الجائلين: «البياع عمره ما هيتشال من الشارع لأن فيه أكل عيشه، ولو ما أكلش عيش إما هيسرق ويثبِّت الناس أو هيبيع برشام ومخدرات، لكن البياع الغلبان هو أشرف واحد فى البلد لأنه بياكل بالحلال وبيساعد الناس». معوض قضى من عمره 12 عاما يعمل بائعا متجولا فى ميدان رمسيس، ورغم أن شرطة المرافق كانت تطارده وحررت ضده نحو 100 محضر فإنه لم يتوقف عن البيع: «أنا عايز رخصة أو تصريح ومكان أبيع فيه وده حق مشروع ومش مستحيل».