وضعت جزر الكاريبي التي اجتاحها إعصار إرما قبل عشرة ايام، في حالة إنذار اليوم، قبل الوصول الوشيك للإعصار الجديد ماريا الذي قد تزداد قوته بتوالي الساعات، ويتسبب بأضرار كبرى. وأعلنت حالات الإنذار لمواجهة الإعصار منذ الأحد في سان كيتيس ونيفيس وفي مونتسيرات (المملكة المتحدة) وفي الدومينيكان وفي جزيرتي غوادالوب ومارتينيك في الانتيل الفرنسية. وفي الساعة 6,00 ت غ الاثنين، كانت عين الإعصار ماريا الذي ينتمي إلى الفئة الأولى على سلم من 5 فئات، تبعد 145 كيلومترا شمال شرق باربادوس، كما أعلن المركز الأميركي للأعاصير. ونبه المركز الأميركي للأعاصير إلى أن قوة الإعصار ماريا الذي يتقدم بسرعة 20 كلم في الساعة في الاتجاه الغربي-الشمالي-الغربي، مصحوبا برياح يمكن أن تبلغ حتى 150 كلم في الساعة، "ستزداد سريعا في الساعات الثماني والأربعين المقبلة ويتحول إعصارا كبيرا قبل أن بمر فرب جزر الفون" وهي ارخبيل يفصل بحر الكاريبي عن المحيط الاطلسي، مساء الاثنين. ويمكن أن يؤدي الإعصار إلى "ارتفاع خطر للمياه -من 1،2 إلى 1،8 متر- مصحوبا بأمواج مدمرة عملاقة" لدى مروره قرب جزر ويندوارد. وتفيد توقعات المسار، أن عين الإعصار ماريا ستمر بعد ذلك، الثلاثاء على الطرف الشمالي الشرقي لبحر الكاريبي. -اغلاق المدارس- ووضعت ايضا في حالة انذار الجزر العذراء البريطانية والأميركية، وانتيغوا وباربودا وسانت لوسي، وكذلك سان اوستاس وسابا في جزر الأنتيل الهولندية. ويمكن أن تشتد قوة الإعصار ماريا لدى اقترابه من جزر غوادالوب. وحذرت هيئة الأرصاد الجوية الفرنسية "من أنه من غير المستبعد تماما أن يبلغ الإعصار ماريا الفئة الثالثة لدى مروره على مقربة من غوادالوب"، مشددة على ضرورة "أخذ هذا التهديد على محمل الجد". وطلبت سلطات الجزيرة الفرنسية، التي وضعت في حالة انذار بدرجة أحمر ابتداء من الساعة 12,00 بالتوقيت المحلي (16,00 ت غ) الاثنين، "من كل شخص أن يقلل من تنقلاته، ويكون في أمان، سواء في مسكنه أو في ملجأ حصين، ويطلع على الأحوال الجوية عبر الإذاعة". وأضافت أن "مصلحة الأرصاد الجوية الفرنسية تتوقع لغوادالوب، أمواجا عالية مصحوبة برياح عاتية تتفاوت سرعتها بين 150 الى 180 كلم في الساعة، مع هبوب عواصف تصل سرعتها إلى 200 كلم في الساعة وأمطار غزيرة يمكن أن تبلغ 400 ملم في بعض الاماكن، وستتواصل طوال نهار يوم الثلاثاء". وستبقى المدارس مقفلة فيها الاثنين، فيما ستوقف الإدارات والمؤسسات انشطتها ابتداء من الساعة 12,00 بالتوقيت المحلي. وفي المارتينيك، التي وضعت في حالة انذار من الدرجة البرتقالية، أوضحت السلطات أن "هذه الظاهرة المناخية قد تترجم فيضانات ناجمة عن أمطار عاصفة ابتداء من نهاية ليل" الاثنين الثلاثاء. -تعزيزات عسكرية- وستقفل كل المؤسسات المدرسة وحضانات الاطفال الاثنين، اما جزيرتا سان مارتان وسان بارتيليمي اللتان اجتاحهما في 6 سبتمبر الإعصار إرما من الفئة الخامسة، فوضعتا في حالة إنذار من الدرجة الصفراء. وفيما اتُهمت الحكومة الفرنسية بالتأخر في إرسال مساعدات وتعزيزات للشرطة لدى مرور الإعصار إرما، أعلن وزير الداخلية جيرار كولومب الاثنين إرسال "110 عسكريين من الحماية المدنية ابتداء من هذا المساء" إلى غوادالوب. وأقر "بأننا سنواجه صعوبات كبيرة"، مذكرا بأن "غوادالوب كانت مركز الخدمات اللوجستية الذي نستطيع منه ايصال المواد الغذائية إلى جزيرة سان مارتان وتنظيم جميع عمليات التناوب الجوية والإمدادات". لكنه أكد من باريس أن "الوسائل المتوافرة حتى الآن ستتيح إدارة الأمور"، موضحا أنه "يستطيع إرسال ما بين 400 إلى 500 شخص إضافي" إذا اقتضت الحاجة. وتواجه كل من فرنسا وبريطانيا وهولندا الجدل المتعلق بالإمكانات التي استخدمت في أعقاب مرور الإعصار إرما الذي اجتاح أراضيها ما وراء البحار قبل عشرة أيام. وتوجه إلى الحكومات الفرنسية والهولندية والبريطانية تهمة التأخر في إرسال وسائل إنقاذ وتعزيزات للشرطة إلى الجزر التي غرقت في الفوضى وتعرضت احيانا لعمليات نهب بعد مرور الإعصار الذي خلف حوالى أربعين قتيلا في الكاريبي.
