نظم شباب الثورة بالإسكندرية، أكبر ساحات صلاة عيد الفطر في المدينة، بميدان سيدي جابر، حيث سادت أجواء الفرحة بشارع المشير أحمد إسماعيل، وتجمع المواطنون بساحة العيد، تخليدا لذكرى شهداء الميدان، الذين قتلوا علي أيدي أنصار الرئيس المعزول محمد مرسي. وعلق الثوار اللافتات المؤيدة للجيش، في كل مكان بالساحة، كما تم تعليق صور كبيرة للشهيد "حمادة بدر"، وصور لباقي شهداء المنطقة، وتم توزيع هدايا بداخلها صور الشهداء، وتوزيع "بالونات" مدون عليها "لا للتحرش.. مصر بدون تحرش بالعيد". وألقى إمام الاوقاف خطبته بعد إنتهاء صلاة العيد، وحث فيها المواطنين على توحيد الصفوف، مخصصًا ربع الساعة للدعاء لمصر وأمنها واستقرارها. واصطفت سيارات الجيش أمام المنطقة الشمالية العسكرية، لحمايتها والاحتفال مع المواطنين بالعيد، ووزع المواطنون البالونات الحمراء على عساكر الجيش. وقال والد الشهيد حمادة بدر، إن أهالى المنطقة هم من أعدوا هذه الساحة للصلاة، لتخليد ذكرى الشهداء، لافتا إلي أن هذه الساحة كانت من أهم ساحات صلاة العيد للإخوان، ولكن، هذا العام، الثوار وأهالي المنطقة قرروا أن تكون هذه الساحة للشهداء. وأشاد والد الشهيد بشعار ساحة الصلاة وهو "لا لتقسيم المسلمين إلى طوائف"، وبخاصة وأن هناك رجل دين مسيحي جاء ليهنئ المسلمين بالعيد، ويشدد على الوحدة الوطنية. وانتشر بيع صور الفريق أول عبدالفتاح السيسي، وزير الدفاع، مع هدايا العيد وألعاب الأطفال والبالونات، ورفرف علم مصر بالشارع، وعلق على كثير من المنازل. فيما خلت ساحات الإخوان المسلمين من الصلاة، وكان من ضمن هذه الساحات، أرض المعسل بالإبراهمية، وشارع محمد نجيب بسيدي بشر، وساحات الصلاة بمحرم بك، وتراجع الاخوان عن أداء الصلاة في هذه الساحات، للاحتشاد أمام مسجد القائد إبراهيم، الذي شهد محيطه سيطرة إخوانية، أثناء صلاة عيد الفطر، والتي تبعتا انطلاقهم في مسيرة حتى مكتبة الإسكندرية، مرددين هتافات مناوئة للفريق أول عبدالفتاح السيسي، القائد العام للقوات المسلحة، وزير الدفاع والإنتاج الحربي، بجانبعدد من المسيرات في الشوارع الرئيسية والميادين العامة، لتأييد مرسي والمطالبة بعودته للحكم. وقال أنس القاضي، المتحدث باسم الجماعة بالإسكندرية، إن فعاليات دعم مرسي ورفض 30 يونيو لن تتوقف أثناء العيد، وستتصاعد بشكل تدريجي. بينما أكد توكل مسعود، القيادي بالجماعة، وخطيب العيد في القائد إبراهيم، إن ثمة محاولات تدور لعسكرة دول العالم، وأن هناك جيوش في عدد من الدول تريد الانقلاب على إرادة شعوبها، معتبرًا أن تمسك الإخوان بالمعزول محمد مرسي، هو مواجهة من الجماعة لعسكرة العالم. وأضاف خلال الخطبة: "لقد اختار الدكتور مرسي 90 مليون مصري في انتخابات حرة ونزيهة، إلا أن السيسي وضعهم تحت البيادة بعزله". وقال أيمن حفني، مسؤول قطاع الدعاة بلجنة نشر الدعوة بالإخوان في الإسكندرية، إن خطب صلاة العيد في الساحات الإخوانية ركزت على مطالبة المصلين بدعم مرسي، والتنديد بموقف القوات المسلحة من أحداث 30 يونيو، ورفض خارطة الطريق التي أعلنها الفريق أول عبدالفتاح السيسي، القائد العام، وزير الدفاع والإنتاج الحربي. ومن جانبها، امتنعت الدعوة السلفية عن إقامة صلاة العيد بساحة محطة مصر بالإسكندرية، لدواعي أمنية، وفرضت قوات الجيش والشرطة العسكرية تأمينا خاصاً على ساحة النصب التذكاري، التي كانت تعقد فيها الدعوة صلاة العيد، منذ ثورة يناير 2011، حيث أغلقت مدرعات الجيش مداخل الميدان، وفرضت كردوناً أمنيا حول الساحة، تحسباً لوقوع أية اشتباكات بين مؤيدي جماعة الإخوان المسلمين من التيارات الإسلامية، وبين الشعب المصري. فيما نظمت الدعوة السلفية ساحة للصلاة بشارع الجواهر بسموحة، وذلك بعد ان اختفت ساحات الصلاة الكبيرة، ولم يتوافد إليها الكثير من المصليين، ولم يتطرق الإمام إلي الشان السياسي، واكتفي بالخطب الدينية والدعاء لمصر. وقال محمد حبيب، مسؤول الإعلام بحزب النور، الذراع السياسية للدعوة السلفية، إن الدعوة غطت كافة أنحاء المحافظة في صلاة العيد، مؤكدًا أنها كانت الأكبر من حيث أعدادها وأعداد المشاركين فيها ومساحاتها. وأشار حبيب، إلى أن تراجع الدعوة السلفية عن إقامة ساحة لصلاة العيد في ميدان الشهداء بمنطقة محطة مصر، كما هو معتاد كل عام، جاء لاستشعارها المسؤولية، ولقربها من الاشتباكات التي تدور بشكل يومي بين الإخوان المسلمين والأهالي وشباب الحركات الثورية، مؤكدًا أنه لم يتم منعها منها أي أحد أو جهة أمنية أو عسكرية. وأضاف أن خطب العيد ركزت على الأحداث السياسية في مصر في الوقت الراهن، ومكانة مصر التاريخية والإسلامية وأثرها على المسلمين والعرب، وبخاصة من جهة القوة والأمن والاستقرار، ومحاولات العبث لطمس الهوية قديمًا وحديثًا، ومحافظة الرسول على الهوية الإسلامية، بالإضافة إلى حرمة الدماء والظلم والبغي، ومستقبل الإسلام. وقال الشيخ ياسر برهامي، نائب رئيس الدعوة السلفية، للمصلين، في خطبته بمصلى عمار بن ياسر، بمنطقة الساعة بالإسكندرية: "إياكم والتخوين"، موضحًا أنه على المسلم حب أخيه، وألا يجعل الخلاف يفسد للود قضية ، وأن يحترم الجميع آراء بعضهم، وأن يتعلموا لغة الاختلاف. وطالب برهامي بتحكيم الشريعة، وضرورة حرص المصريين على دماء بعضهم، وعدم رفع الأسلحة في وجوه إخوانهم، مشيراً إلى أن من يرفع السلاح لقتل نفس فهو لا يخاف الله، ومحذرًا من ضياع الوطن، بسبب التخوين، وبخاصة في وسائل التواصل الاجتماعي "الفيس بوك، تويتر".