عقد المستشار الدكتور عبدالمجيد محمود، النائب العام، اجتماعا صباح أمس بطاقم المكتب الفنى حضره المستشار مصطفى خاطر المحامى العام الأول لنيابات شرق القاهرة وفريق النيابة العامة المكلف بإجراء التحقيقات فى أحداث قسم أول مدينة نصر لاستعراض ما توصلت إليه التحقيقات حول الواقعة، وأمر النائب العام بسرعة الانتهاء منها بسماع أقوال جميع الأطراف وشهود العيان لمعرفة المتسبب فى إشعال الأزمة بين الشرطة والمحامين. وبناء على طلب النيابة العامة حضر صباح أمس العشرات من المحامين وأعضاء نقابة المحامين بشمال القاهرة إلى مقر نيابة مدينة نصر أول وطلبوا الإدلاء بشهاداتهم، بعضهم كمصابين والبعض الآخر كشهود عيان، وحضر آخرون متضامنون مع زملائهم من المحامين المعتدى عليهم فطلب منهم المستشار أحمد حنفى، رئيس النيابة، إعداد كشف بأسمائهم وسبب حضور كل منهم، لسماع أقوالهم بالترتيب. وقال المصابون من المحامين إنهم حضروا إلى قسم الشرطة فى ساعة مبكرة من صباح الجمعة بعد علمهم بواقعة الاعتداء على زميلهم محمد عبدالعزيز -محامٍ بمنطقة الزاوية الحمراء- وعندما دخلوا إلى القسم شاهدوا الضباط والأفراد يعتدون عليه بالضرب والسحل، فحاولوا التدخل لمنعهم، إلا أنهم تعرضوا للاعتداء من الضباط، وتم نقل بعضهم إلى المستشفيات، بينما قرر الآخرون الاعتصام أمام القسم، وهو ما أكده شهود العيان من المحامين الذين ألقوا بمسئولية الأحداث كاملة على ضباط وأفراد الشرطة بالقسم. وقررت النيابة استدعاء ثلاثة ضباط من المصابين لسماع أقوالهم حول الواقعة، بينما طلبت عرض جميع المصابين على الطب الشرعى لبيان مدى إصاباتهم وطبيعتها والأدوات المستخدمة فى إحداثها. وفى ذات السياق، قال أحمد مصطفى، أمين شرطة، ل«الوطن»، إن ائتلاف أمناء الشرطة سيعقد اجتماعاً لبحث الدخول فى إضراب عن العمل بسبب تصريحات سامح عاشور، نقيب المحامين، التى توعد فيها الجهاز الأمنى بسبب الاعتداءات التى ارتكبها المحامون على الضباط والأمناء والتلفيات التى أحدثوها بقسم شرطة أول مدينة نصر حتى يحصلوا على حقوقهم ويستعيدوا هيبتهم وكرامتهم التى أهدرت بسبب تلك الأزمة. واستمع أحمد حنفى، رئيس نيابة مدينة نصر أول لأقوال اثنين من المحامين الذين تعرضوا للضرب داخل القسم، مما أدى لإصابتهم بجروح وكدمات وخدوش وتم إسعافهم داخل عين شمس التخصصى. وقال المحامى محمد عبدالعزيز أمام النيابة إنه توجه صباح أمس الأول لقسم الشرطة للاستفسار عن موقف أحد موكليه، وعندما سأل أمين الشرطة أحمد عبدالعزيز عن موعد عرض موكله على النيابة، طلب من الانتظار، وبعد مرور ما يقرب من 15 دقيقة سأله مرة إلا أن أمين الشرطة انهال عليه بالسباب والشتائم بحجة أنه مشغول، وتم التشابك بالأيدى بينهما، حتى حضر النقيب إسلام العشرى، معاون المباحث، واستعان بالعديد من الجنود وانهال عليه بالأيدى وبمؤخرة الأسلحة التى يحملونها حتى سقط على الأرض غارقاً فى دمائه، وقام باحتجازه داخل القسم من أجل تحرير محضر بالواقعة، فقام بالاتصال بزميله أحمد زكى الذى حضر بصحبة زميليه ياسر الصعيدى وهيثم صالح، وعندما حاولوا احتواء الموقف فوجئوا بالنقيب إسلام العشرى ينهال عليهم بالسباب والشتائم، وتجمع الجنود حولهم وقاموا بضربهم حتى تعرضوا لإصابات مؤثرة، واستمرت الاشتباكات أكثر من ساعتين حتى حضر أعضاء النقابة وقاموا بنقلهم فى سيارة إسعاف إلى مستشفى عين شمس التخصصى. أما أحمد زكى المحامى فقال فى التحقيقات إنه تلقى اتصالاً من صديقه محمد أخبره فيه بتعرضه للضرب داخل القسم، وعندما وصل إليه وجد النقيب العشرى ينهال عليه بالسباب والشتائم، ويصفعه على وجهه، وعندما حاول التدخل لمنعه أمر الجنود بإخراجنا خارج القسم واشتبكوا معنا بالأيدى، وقام أفراد القوة بسحلهم ثم بدأوا فى اختلاق واقعة أننا حضرنا من أجل تهريب متهم من داخل حجز القسم حتى يبرروا اعتداءهم علينا.