علق الدكتور شوقي علام، على الانتهاء من حفظ وترميم مصحف عثمان بن عفان المحفوظ بدار الكتب المصرية، مؤكدًا أننا في موقف مهيب، لأننا أمام عمل عظيم وتارخي بمعنى الكلمة، يدل على عمق وعظم التجربة المصرية التي تفصح عن هويتنا المصرية المتدينة، التي تحب دائما أن تكون مصدرا للقيادة والريادة. وأوضح علام، أن ملامسة فريق العمل لهذه الحروف النورانية التي كتبت بأيدي صحابة رسول الله، هو موقف مهيب، يستدعي الخشوع أمام الجهد القديم بوسائل العصر القديم، ويحتاج إلى دراسة واسعة من ناحية الحروف ومساحتها والمساحات بينها، وتطور العصر بعد ذلك في كتابة المصحف. ووجه علام، الشكر لفريق عمل الترميم، وهن معظمهن من السيدات اللاتي كن وراء هذا العمل الضحم، ونحيى من خلالهم المرأة المصرية. من جانبه، أوضح الدكتور أحمد الشوكي، أن المصحف يعود تاريخه إلى أكثر من 1400 عام، من عهد ثالث الخلفاء الراشدين، وهناك خلاف بين عدد النسخ الموجودة الآن، ما بين 5 و7 نسخ، حيث توجد نسخة في تركيا وأخرى بتشقند، ونسخ غير مكتملة في باريس ولندن، ولكنها بمقايس تكاد تتطابق. وأكد الشوكي، أنه من حسن الحظ أننا يمكن أن نتتبع تاريخ هذا المصحف من خلال المصادر التاريخية، حيث ذكره المقريزي، ورمم للمرة الأولى عام 1830 في عهد محمد علي باشا، ثم نقل في عام 1883 إلى دار الكتب في باب الخلق تحت رقم 139 مصاحفا، ثم نقل إلى مبنى الكورنيش عام 1971. وشدد "الشوكي" على أن قرار الترميم يعكس حرص دار الكتب المصرية على حفظ التراث كجزء من هوية الوطن.
