سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
شيخ السلفية المدخلية ل«الوطن»: في عهد مبارك عشنا ب « دولة فاسدة » وعهد مرسي كان « فساداً بلا دولة» «القوصى»: فض اعتصامى «رابعة» و«النهضة» واجب على الجيش والشرطة
وصف الدكتور أسامة القوصى شيخ التيار السلفى المدخلى، تيار الإسلام السياسى بأنهم «تجار دين وعصابة دولية متطرفة وصراعهم دائماً على المكاسب والمغانم»، مشيراً إلى أن الخلافة الإخوانية التى كان يعمل عليها التنظيم تتمثل فى إهمال الهوية الوطنية، واغتيال كل الشخصيات الوطنية. وأضاف فى حواره ل«الوطن»، أن شرع الله ودينه لا صلة لهما بالمشروع الإخوانى فهم أساءوا للدين والشريعة، والخلط بين الدعوى والسياسى أفسد الدعوة والسياسة، موضحاً أنه لا يوجد ما يسمى بالسياسة الشرعية فى الكتاب والسنة، وأن دور الدين فى السياسة كدوره فى سائر مناحى الحياة المختلفة وهو المحافظة على قيم العدل والمبادئ الأخلاقية والوفاء بالعهد، ونحو ذلك من قيم المساواة بين الناس ونصرة الضعيف والمظلوم. * ما تقييمك لفترة حكم تنظيم الإخوان فى مصر؟ - كان المشهد السياسى فى حكمهم هزلياً ومأساوياً لدرجة أنه يمكن وصفه بالمضحكات المبكيات، أو كما قيل قديماً (شر البلية ما يضحك) فالرئيس المعزول محمد مرسى كان مجرد صورة من ورائها احتلال «تنظيم الإخوان» لكل السلطات الرئاسية بل وغيرها، لتنفيذ ما يسمونه ب«المشروع الإسلامى»، ولم يكن كذلك بل كان فى حقيقة الأمر مشروع خلافة إخوانية يتمثل فى محو وإهمال الهوية الوطنية تماماً واغتيال كل ما يمثل الشخصية المصرية الوطنية من مكونات قديمة وحديثة. * ما تقييمك لتيارات الإسلام السياسى؟ - هذه التيارات كلها أثبتت بما لا يدع مجالاً للشك أنهم تجار دين يتحدثون فى الدين وفى نهاية المطاف يعملون لمصالحهم السياسية، واتضح أن الصراع على المكاسب والمغانم بين السلفيين والإخوان، ولهذا لم يكن هناك دستور ولا قانون ولا دولة مدنية أو مؤسسات أو حضارة وتنوير وفنون وتجديد ولا تعليم ولغات وسياحة ولا إنسانية وتبادل ثقافات وهوية وطنية أو مواطنة أو عدالة اجتماعية، بل لا يوجد عندهم عهود أو مواثيق وكل ما حصل أننا تخلصنا من عصابة محلية فى عهد «مبارك» لنقع فى براثن عصابة دولية متطرفة فى عهد «مرسى» بل ومُتخلفة، فبعد أن كنا نعيش فى دولة فاسدة أصبحنا نعيش فساداً بلا دولة. * الإخوان يؤكدون دائماً أنهم يعملون لتطبيق شرع الله.. فما صحة ذلك؟ - شرع الله ودينه لا صلة لهما بالمشروع الإخوانى، فلا يمكن أن نقول إن الإخوان يقتربون منه لا من قريب ولا بعيد، وأرى من وجهة نظرى أنهم أساءوا للدين والشريعة، لدرجة أن البعض قال إن الإخوان هم الفيلم المسىء للرسول، فعقبت قائلاً: ليته كان فيلماً أو حلماً لكن للأسف هو الواقع المرير، ولا ينبغى الاستغراب من أى تصرف من الإخوان، فهى ترى نفسها تمثل ما يسمى بالمشروع الإسلامى، ومن ثم تستبيح كل شىء حتى ما تعتقد تحريمه فى الأصل حيث يعتبرون أنهم فى معركة وحرب وجهاد ومن ثم شعارهم هو «الحرب خدعة». * كيف ترى المشهد الدعوى؟.. وهل ترى أن السياسة مفسدة يجب تحاشيها؟ - الخلط بين الدعوى والسياسى أفسد الدعوة والسياسة معاً فلا أحسنوا دعوة ولا أصلحوا سياسة أو اقتصاداً، ولا حتى على المستوى الاجتماعى، فهم دائماً من فشل إلى فشل أكبر، وشعبيهم تتراجع بوضوح ويفقدون مصداقيتهم بمرور الوقت، كما هو ملاحظ، لدرجة أن بعض المصدومين فيهم كرهوا الدين نفسه بل البعض وصل لدرجة إعلان إلحاده، وهذا رد فعل خاطئ سببه اعتقاد أن هؤلاء يمثلون الإسلام أو السلف الصالح ومعلوم أنه لا عصمة لأحد فى هذه الأمة بعد نبيها عليه الصلاة والسلام وأن كل فرد من البشر لا يمثل إلا نفسه أو حتى طائفته أو جماعته التى يتكلم باسمها. * ما قولك فى فصل الدين عن الدولة؟ وهل الدولة فى الإسلام مدنية أم دينية؟ - الدولة شأن دنيوى، ومن ثم هى من الأمور القابلة للتغيير والتطور كما هو مشاهد ومعلوم، وكانت مهمة فى بداية الإسلام لحماية هذا الدين الوليد الجديد الذى يتعرض معتنقوه للاضطهاد والتعذيب بل والطرد من الديار، فكان بحاجة لقوة تحميه وترعاه وتتبنى نشره والدعوة إليه والدفاع عن المنتسبين إليه وخصوصاً المستضعفين منهم، وهذا نفسه من لوازمه العدل مع جميع الناس وعدم ظُلمهم واحترام حقهم فى اختيار ما يدينون به دون إكراه أو اضطهاد أو ضغوط من أى نوع. * هل السياسة التى تعامل بها الإسلاميون.. شرعية؟ - لا يوجد ما يسمى بالسياسة الشرعية فى الكتاب والسنة، والسياسية الشرعية مصطلح له علاقة بالتاريخ والحضارة الإسلامية، بالضبط كمصطلح العمارة الإسلامية والطب الإسلامى ونحوهما من العلوم والفنون التى ساهم فيها المسلمون عبر التاريخ، فالسياسة فى نظرى علم دنيوى قابل للتطور والتغيير والتجديد والإضافة والخبرات التراكمية عبر الأجيال والحضارات الإنسانية المختلفة ودور الدين فى السياسة كدوره فى سائر مناحى الحياة المختلفة إنما هو المحافظة على قيم العدل والمبادئ الأخلاقية والوفاء بالعهد ونحو ذلك من قيم المساواة بين الناس ونصرة الضعيف والمظلوم. * هل الإخوان جماعة دعوية أم سياسية؟ وما رأيك فى أفكار حسن البنا وسيد قطب؟ - الإخوان كانت بداياتهم دعوية ذات غاية سياسية وبمرور الوقت غلبت الغاية السياسية حتى على الوسائل الدعوية حتى وصلوا لما هم عليه اليوم، فهم عبارة عن عصابة يهتمون بالسيطرة والهيمنة على كل شىء سياسياً واقتصادياً فيما يشبه عصابات المافيا الدولية، ولذلك يتصورون أنهم أكبر من مصر، وقادرون على ابتلاعها ولا يدرون أنها ستقف فى حلوقهم وتخنقهم وستكون بإذن الله نهايتهم فيها كما كانت بدايتهم منها، فالصراع الحالى صراع على البقاء هل تبقى الإخوان بهويتها وانتماءاتها ومشروع الخلافة الإخوانية أم تبقى مصر بحضارتها وشخصيتها بجميع مكوناتها كما كتبها العبقرى الراحل جمال حمدان. * الإسلاميون يستخدمون الديمقراطية على أنها حلال.. هل ترى ذلك؟ - الديمقراطية عند الإسلاميين محصورة فى لعبة الكراسى الموسيقية أعنى الصناديق فهم أصلاً لا يؤمنون بها بل يعتقدون كونها كفراً إنما هى الضرورات تبيح المحظورات، أو الغاية تبرر الوسيلة، بالضبط كما فعل الإسلاميون فى الجزائر من قبل هو مجرد سلم يصعدون عليه ثم يركلونه، وموقف الإخوان من السلفيين المتحالفين معهم سياسياً هو نفسه الغاية تبرر الوسيلة كسائر تحالفاتهم الأخرى التى تزول بمجرد زوال السبب وتعارض المصالح وإن شئنا قلنا عند قسمة المسروقات أو توزيع الغنائم، فالبعض تصور أن الإخوان سيكتفون بالنصيب السياسى والاقتصادى وأنهم سيولون الجيش مثلاً للجهاديين والشرطة للجماعة الإسلامية والأوقاف والأزهر والإفتاء للسلفيين، ولكن أثبتت الأيام أنها كانت تعمل على تكوين خلافة إخوانية لا حتى إسلامية بمفهوم الإسلاميين. * السلفيون يرون أن التحزب ليس من الإسلام ألا ترى فى ذلك تناقضاً مع سعى الإسلاميين لتشكيل أحزاب؟ - الأحزاب السياسية هى شأن دنيوى كما بيّن نبينا ذلك عليه الصلاة والسلام: «أنتم أعلم بشئون دنياكم»، ومما يؤسف له أنهم لتجارتهم بالدين خلطوا بين الدينى والدنيوى خداعاً للناس ومن ذلك ما يفعلونه من دغدغة مشاعر الشباب البسيط الساذج بالقضايا الساخنة كقضية فلسطين والشيشان وأفغانستان والصومال والعراق وسوريا واليمن ثم تفاجأ بأنهم يرسلون أولادهم إلى أمريكا ويرسلون أبناء الناس إلى تلك البلاد ليموتوا هناك، ومن فضل الله أن كثيراً من الحقائق بدأت تظهر للناس وأن عدد المخدوعين بدأ يقل بوضوح (فلكل ظالم نهاية) ولو لم يكن لهذه المرحلة الانتقالية فائدة إلا سقوط الأقنعة فكفى بها فائدة وهذه من حكم الله الواضحة فى هذه المرحلة الفاصلة، إنها حقاً مرحلة التصفية والغربلة لتبدأ مصر حضارتها الحديثة على نظافة وطهارة. * هل للجيش الحق الشرعى فى فض اعتصامى رابعة العدوية والنهضة وقتالهم؟ - من الناحية الشرعية الاعتصام أصبح شكلاً من عصابات إجرامية تحمل سلاحاً، فالدولة واجبها تطهير المكان من تلك العصابات المترسة بالمتاريس كما يوجد بأفغانستان، فهم تعودوا العيش فى ظلام ولا يصدقون أحداً لأنهم تعوّدوا على الكذب، فتعودوا أن يعيشوا تحت الأرض وخلف السواتر، وتطهير مصر منهم حق الجيش والشرطة وفى حالة استخدامهم القوة فمن حق الجيش والشرطة قتالهم كما قال الله تعالى «وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنْ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِنْ بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِى تَبْغِى حَتَّى تَفِىءَ إِلَى أَمْرِ اللهِ»، فهم يعوقون الحياة، كما هناك تأكيدات بوجود أسلحة داخل هذه الاعتصامات، ومن ثم فهم ليسوا سلميين ويجب إزالتهم.