صار سمة رمضانية أصيلة، يجلس مع الصائمين على مائدة الإفطار، ينعش لمّتهم، ويجدد ضحكاتهم، ويتسبب فى سعادتهم مثله مثل أى طقس رمضانى ينتظره المصريون فى كل عام بحلول شهر رمضان الكريم. منذ ثمانينات القرن الماضى ومن بداية عرضه على شاشة التليفزيون والجميع يلتف حوله وينتظره.. ورغم كونه مسلسل عرائس للصغار إلا أن الكبار كانوا أحرص على متابعته من الصغار، فصار يجمع كبيرهم وصغيرهم لمتابعة أكثر المسلسلات خفة وظرفاً.. «بوجى وطمطم» هما شخصيتان مختلفتان تماماً عن بعضهما، هو قرد يُدعى بوجى، متسرع، أهوج، طائش، يتحرك بعفوية ودون تفكير طوال الوقت، وهى أرنبة حكيمة، متزنة، تفكر جيداً قبل أن تخطو خطوة واحدة، كلاهما على اختلاف جنسه وصفاته كانا يجسدان شخصيتى أخوين. ورغم هذه الاختلافات فإن المشاهدين تقبلوهما، هكذا صارت طمطم أختاً لبوجى، وتتوالى سلسلة من الحلقات والمسلسلات التى ترسخ قيماً أصيلة فى سلوكيات الأطفال وتنمى ثقافتهم وتبنيها، حتى إن مبنى الإذاعة والتليفزيون (ماسبيرو) يحتفظ بمجسمين كبيرين لشخصيتى بوجى وطمطم فى مدخله لما لهما من تأثير واضح فى التنشئة. صوتها الطفولى يتسم ببراءة جعلته مميزاً عن باقى أبطال المسلسل، إنها الفنانة هالة فاخر التى وضعت بصمة لا مثيل لها فى تأديتها دور «طمطم»، كانت متزنة يلجأ إليها الأطفال ليعرفوا ما هو صحيح وما هو خاطئ، اشتهرت بضحكتها المميزة «ههاى هاى» طوال ثمانية عشر جزءاً كاملة. لكن يونس شلبى بصوته واندفاعه كان له باع طويل فى حفر شخصية بوجى داخل نفوس الصغار والكبار لتشابهها مع كثير من الصغار المندفعين، يطل شلبى بجسده الضخم ليفتتح تتر المسلسل فى أول أجزائه، بأغنية كتب كلماتها الشاعر الكبير صلاح جاهين: «أهلاً أهلاً يا بوجى.. أهلاً يا طمطم.. أهلاً أهلاً يا عرايس وانتو يا عرسان.. حالو يا حالو بوجى وطمطم.. اللى يقول بوجى وطمطم يبقى غلطان.. غيرنا اسمنا يا اولاد عن اسم زمان.. اسمكو إيه دلوقتى؟.. بقى دلوقتى بوجى وطمطم فى رمضان». وكما وضع كل من يونس شلبى وهالة فاخر بصمته الخاصة بشخصيتى بوجى وطمطم، وضعت إنعام سالوسة بصمتها بتأديتها دور طنط شفيقة وتغليظها لصوتها لتصبح أكثر حزماً وحدة مع الصغار. وتتوالى الشخصيات المؤثرة التى تترك بصمة إما بنصيحة أو بأسلوب ضاحك، ومنها شخصية عم شكشك العجوز، على شكل حمار عجوز يجلس دائماً على الشباك فى بيته فى الدور الأرضى وليس له هم سوى متابعة الناس وأخبارهم هو ووالده محب الزبادى (أو الشبادى كما كان ينطقها). تكتمل شخصيات المسلسل بزيزى وزيكا وزيكو ليصبح «بوجى وطمطم» أسرة متكاملة جميعهم يهدفون لترسيخ القيم ونشر السلوكيات الصحيحة ونبذ الخاطئة، كان ذلك على مدار سنوات طويلة قدم خلالها أبطال المسلسل 18 جزءاً تنوعت أسماؤها بين «بوجى وطمطم فى رمضان» و«الفيل الجميل» و«محطة فلافيلو» و«حكايات مع بوجى وطمطم» و«الفانوس السحرى» و«بوجى وطمطم وأسرار جحا» و«حبيبتى اسمها مصر» و«أولاد القمر» و«رشيد». الأجزاء الثمانية عشر أخرجها الفنان الراحل «رحمى» ليتولى نجله إخراج نفس المسلسل مع نجوم وأبطال مختلفين فى عام 2009 أى بعد مرور أكثر من خمسة وعشرين عاماً على المسلسل الأصلى ليحمل اسم «بوجى وطمطم والكنز المفقود».