«ثروت ما كانش مجرد أخ، ده كان صديقى، وكاتم أسرارى، ودايماً كان رأيه صائب»، هكذا بدأ محمد (24 سنة) الشقيق الأكبر للشهيد المجند ثروت محمود رضوان (21 سنة) ابن قرية حنا فى مركز الحسينية، وأحد الجنود شهداء الغدر الذين استشهدوا فى رفح أثناء الإفطار فى شهر رمضان الماضى. يبكى ثروت، وهو يتذكر أخاه الشهيد، ويقول «أخويا كان زهرة العيلة، وفرحتها، وبعد استشهاده، الدنيا ما بقاش لها طعم، فى أوقات كتيرة بحس أنى مخنوق أروح أزوره، وأقعد عند قبره، أحكى له، وأشكى همومى، ونفسى أسمع صوته». الشقيق الأكبر لا يزال يتذكر لحظات استقبال نبأ استشهاد شقيقه يقول «فى صباح اليوم المشئوم خرجت إلى عملى، ورن هاتفى المحمول، وأخبرنى أحد أصدقاء شقيقى أنه استشهد، مع عدد من زملائه، وهرولت عائدا إلى المنزل، وحاولت التأكد من الخبر مرة أخرى، وفور تأكدنا دخلت أمى فى غيبوبة كاملة». وأضاف «سنة مرت علينا، والحزن ما فارقش بيتنا، وماشفناش فرحة، غير لما الشعب أسقط محمد مرسى، وأبويا سجد لله، كنا متأكدين أن طول ما الإخوان فى الحكم حق أخويا وزملائه مش هيرجع، لأن مرسى وجماعته، وحماس هما اللى قتلوهم فى لعبة رخيصة، الإخوان جماعة إرهابية ومش عاوزين غير مصلحتهم، وفى سبيل الكرسى والتخلص من المشير طنطاوى قتلوا أخويا وزملاءه». وقال «مرسى نصب علينا، وطلع فى الفضائيات، قال إنه سيتم معاملة شهداء رفح مثل شهداء 25 يناير، ومنح أسرهم 100 ألف جنيه ووظائف، إلا أن ذلك لم يحدث». وأشار إلى أن الرئيس المعزول عندما عزم أسر الشهداء على الإفطار العام الماضى لم يهتم بمقابلتهم، وأحد نوابه منحهم علبة مغلفة عندما فتحوها فى الطريق وجدوا بها ملاعق وشوك». وأضاف «حتى محافظ الإخوان المستقيل المستشار حسن النجار قال تصريحات لجميع وسائل الإعلان إنه هيتم منح شقق، ووظائف لأسر الشهداء، وأثبتت الأيام أن كل هذا كان مجرد متاجرة بدماء الشهداء، أما الحقيقة التى يعلمها الكثيرون أن الشقق والوظائف حصل عليها من يحملون كارنيه حزب الحرية والعدالة فقط». وأشار إلى إنه على الرغم من مطالبة أهالى القرية للمحافظ، والمسئولين بتسمية القرية باسم الشهيد إلا أنهم تجاهلوا، وأضاف «الأمل الآن فى الفريق أول عبدالفتاح السيسى وزير الدفاع فى القصاص للشهداء، وشقيقى قضى عاما كاملا كان سائقا لسيارة الفريق السيسى، وكان يقول لنا إنه لم ير قائدا أفضل منه، وكان يعامل كافة المجندين مثل أبنائه، ويحرص على السؤال عن أحوالهم، ولو السيسى استدعانى دلوقتى أروح الجيش علشان أحارب أى دولة عاوزة تعتدى على مصر، مش هتأخر أقدم نفسى شهيد زى أخويا».