ليلة حزينة عاشتها منطقة غرناطةبالعريش مساء أمس، جراء عمل إرهابى استهدف كميناً للجيش، فأخطأت 3 قذائف هاون أهدافها، وسقطت إحداها فوق رأس اثنين من المواطنين فى منزلهما، فيما عُثر لاحقاً على جثة طفل يبلغ من العمر 10 سنوات تحت الركام. «الوطن» ذهبت إلى منزل عائلة الضحية سامى أحمد عطية، 59 سنة، ويعمل مديراً للتأمينات فى وزارة الثقافة بمحافظة شمال سيناء، والتقت أول شاهد عيان كان موجوداً فى مكان الحادث الإرهابى بعد وقوعه بلحظات وهو شاب عمره 18 سنة رفض نشر اسمه خوفاً على حياته. قال الشاهد: «وقع الحادث بعد دقائق من أذان العشاء، وقد هرعت إلى المنزل فور سماعى دوى انفجار هائل، حيث كنت موجوداً فى مسجد الأنوار الملاصق للمنزل، كنت أول من دخل المنزل بعد سقوط القذيفة فى الباحة الأمامية للمنزل أو (العريشة) التى أقامها (سامى) لاستقبال ضيوفه، وأنا أحد جيرانه المقربين، فوجئت بالمشهد الدامى إثر مقتل سامى وصديق شخصى». أضاف: «لم نستطع تحديد هوية صديق سامى على الرغم من أننا نعرف بعضنا البعض بسبب تناثر أشلائه، حيث كان يجلس بصحبته، حيث يبدو أن القذيفة سقطت مباشرة فوق رأسه، لأننا لم نعثر على رأسه أساساً، بل بقايا مخ متناثرة وعظام للجمجمة، كما أصيب حمادة نجل سامى الأكبر، 27 سنة، بتهتك شبه كامل للنصف الأيسر من جسده، وتم نقله بسيارة إسعاف إلى مستشفى الإسماعيلية لتدهور حالته، وأشار الأطباء إلى حاجته إلى بتر أطرافه، فيما عثرنا فى وقت لاحق على جثة الابن الأصغر عمر سامى عطية، الذى يبلغ من العمر 10 سنوات تحت ركام المنزل». فيما قال شاهد عيان آخر: «الدمار شمل كل شىء ولم يكن أحد من الضحيتين على قيد الحياة، بل إننا لم نعثر عليهما بعد وصولنا إلى المكان بسهولة، فقد كانت أشلاؤهما متناثرة بين الركام وبحثنا عنهما «بكشافات الموبايل»، لكن حالة صديق صاحب المنزل هى الأصعب، خصوصاً أننا لم نجد له أى بطاقة شخصية أو رخصة قيادة تكشف عن شخصيته، أما الابن الأكبر فقد كان يأن تحت الركام، ثم أغمى عليه من الإصابة. ويقول جار الضحية: كان المرحوم سامى رجلاً حسن السير والسلوك ويتمتع بشعبية كبيرة فى المنطقة، ولم تكن له أى عداوات أو مشاجرات، ويعمل مديراً للتأمينات فى وزارة الثقافة فرع العريش، وأبناؤه على خلق كبير». فيما يشير إلى أن عناية الله وقدره جعلا هذه القذيفة تسقط على المنزل لا على مسجد الأنوار المحمدية المجاور للمنزل تماماً الذى كان يمتلئ بالمصلين لأداء صلاة التراويح، وعلى الرغم من ذلك تحطمت الواجهات الزجاجية لنوافذ المسجد بسبب انفجار المنزل وأصيب المصلون بحالة كبيرة من الفزع. من جهته، قال مصدر أمنى مسئول ل«الوطن»: حادث إطلاق قذيفة الهاون جاء بطريق الخطأ، حيث كانت القذيفة تستهدف كمين غرناطة التابع لقوات حرس الحدود فى العريش، لكنها لم تصب الكمين وأصابت المنزل. وأضاف: «المثير فى الأمر أن (فارغ) القذيفة الذى عُثر عليه فى مكان الحادث مدون عليه بيانات باللغة العبرية، وهذا أمر يُعطى دلالات كثيرة عن طبيعة المهاجمين ونوعية السلاح الذى يحملونه». يُذكر أن قذيقة الهاون التى سقطت على منزل سامى عطية كانت واحدة من 3 قذائف هاون تم إطلاقها فى توقيت واحد من منطقة الريسة بشرق العريش، حيث سقطت قذيفتان على منطقة غرناطة إحداهما أصابت المنزل المنكوب، واخترقت الأخرى شرفة أحد منازل كرم أبونجيلة المتاخم لحى غرناطة، وسقطت الثالثة فى رمال الشاطئ.