توصلت أجهزة الأمن فى الجيزة إلى هوية القتلى الثلاثة الذين عثرت الشرطة على جثثهم قبل 3 أيام وبهم آثار تعذيب وطعنات، تبين أنهم كوّنوا تشكيلا عصابيا لسرقة المعتصمين وتحديدا «الموتوسكيلات» وأن عناصر من «الإخوان» تمكنوا من ضبطهم واعتدوا عليهم بالضرب والركل والطعنات والحرق حتى أنهوا حياتهم. وتبين أن القتلى هم: سالم سيد سالم، 35 سنة، من المنيب مسجل خطر سرقة بالإكراه وسبق اتهامه فى 35 قضية سرقة، وأحمد فتحى، 21 سنة، من المنيب وسبق اتهامه فى 3 قضايا سرقة، وسامى سيد كشك، 28 سنة، وشهرته «حكمشة» من منطقة أبوهريرة القريبة من الجيزة. وتبين للواء محمود فاروق، رئيس المباحث الجنائية، من خلال استجواب باعة وعاملين بالقرب من ميدان الجيزة أن بائعة اسمها محروسة حسن قالت إنها شاهدت «حمكشة» وحوله مجموعة من المتظاهرين يلقنونه علقة ساخنة ويسحبونه إلى داخل الخيام التى ينصبونها. وأضافت، أمام العميد جمعة توفيق رئيس المباحث الجنائية لقطاع الغرب: «أنا كنت متابعة من الأول.. حمكشة اللى هو سامى سيد طلب تليفون من شيخ وقال له: والنبى يا مولانا، عايز أعمل مكالمة، والراجل اداه التليفون، وباين كده إن الواد حمكشة طمع فى التليفون وحطه فى جيبه، فالشيخ شافه ونادى على 5 أو 6 ونزلوا ضرب فى الواد بالشوم والحديد.. وانا قلت ممكن يسيبوه بعد شوية، لكن يومين وتلاتة ومفيش لا حس ولا خبر عن حمكشة خالص». واقتادت أجهزة الأمن بمعرفة اللواء محمد الشرقاوى مدير الإدارة العامة لمباحث الجيزة الفتاة محروسة إلى مشرحة زينهم وهى تقول لهم: «أنا أعرف حمكشة واقدر اطلعه من وسط ألف ولو كان ميت برضه انا هاعرف اطلعه». وعرضت أجهزة الأمن الجثامين الثلاثة على «محروسة» وأشارت على واحد منهم وقالت: «دى جثة حمكشة». وتوجهت قوة من قسم الجيزة بمعرفة المقدم حسام أنور رئيس المباحث إلى منطقة أبوهريرة فى الجيزة وسألت عن منزل الشاب سامى سيد كشك الشهير ب«حمكشة»، وقالت والدته إنه كان يتوجه للميدان يومياً واختفت أخباره منذ 4 أيام ولا نعلم أين هو. واقتادت أجهزة الأمن والدة وشقيق وزوجة الضحية إلى المشرحة وتعرفوا على جثته وتبين أنه متزوج ولديه طفلان الأول عمره 9 سنوات والثانية عمرها 7 سنوات ويقيم فى منزل واحد مع والدته وأن حالته المادية سيئة. واستجوب ضباط المباحث 3 من شهود العيان وهم من الباعة الجائلين وأصحاب «فرش» للشاى فى ميدان النهضة، وأكدوا أن مجموعة من المتظاهرين اعتدوا على القتيل بالضرب والركل واقتادوه إلى مكان وسط الميدان وهو المكان الذى تنطلق منه صرخات وآهات منذ الأيام الأولى للاعتصام وتحديداً منذ معركة بين السرايات. والتقت «الوطن» أسرة الضحية سامى سيد كشك، وقالت والدته وشقيقه وزوجته إنهم تعرفوا على جثته فى المشرحة وتبين لهم أنه تعرض لأبشع أنواع التعذيب، وأنه فقد إحدى عينيه من الضرب وبه عدد كبير من الطعنات. واتهمت الأسرة جماعة الإخوان وقيادات بها بالتحريض على قتل ابنهم الشاب والتنكيل بجثته والتخلص منها بإلقائها أسفل كوبرى العمرانية. وتكثف أجهزة الأمن فى الجيزة جهودها لكشف هوية الجثتين الأخريين، ورجّحت التحريات أن يكون عناصر من الإخوان المتظاهرين فى ميدان النهضة وراء قتلهم خاصة أنه يوجد تشابه كبير بين طريقة قتل الضحية الذى تعرفت عليه أسرته وبين الضحيتين الثانية والثالثة. وكانت أجهزة الأمن فى الجيزة عثرت صباح الأربعاء الماضى على جثث 3 أشخاص أسفل كوبرى العمرانية، وأفادت المعاينة أن الثلاثة بهم آثار تعذيب وحرق وطعنات متفرقة وذبح ناحية الرقبة، ويرتدون ملابس داخلية فقط، وأضافت المعاينة أن الجناة وضعوا القتلى فى أجولة خيش وتخلصوا منهم فى مقلب قمامة أسفل الكوبرى وفروا هاربين، وتبين أن القتلى مسجلون خطر وبهم وشم فى الأذرع والأكتاف ولا يوجد معهم أى متعلقات تدل على هويتهم. وقالت مصادر أمنية فى الجيزة ل«الوطن» إن التحريات الأولية ترجّح أن القتلى الثلاثة كانوا محتجزين فى ميدان النهضة بمعرفة بعض العناصر المنتمية لجماعة الإخوان وأن القتلى حاولوا إيذاء المعتصمين أو سرقتهم وسقطوا فى أيدى المعتصمين الذين عذبوهم بالحرق والضرب والطعن والركل حتى انتهت حياتهم وقرروا التخلص منهم. وأخطرت أجهزة الأمن فى الجيزة المستشار ياسر التلاوى المحامى العام الأول لنيابات جنوبالجيزة الذى قرر أخذ بصمات من الضحايا للوصول إلى أسرهم، خاصة أنهم مسجلون خطر، ومعرفة مواعيد اختفائهم. وقرر أسامة حنفى رئيس نيابة الحوادث تشريح الجثث الثلاث لبيان سبب الوفاة وطلب التحريات حول الواقعة، ولا تزال التحقيقات مستمرة.