قال الشيخ محمد عثمان البسطويسى نقيب «الدعاة المستقلة»، إن مساجد وزارة الأوقاف وعلى رأسها منبر الأزهر الشريف، تعرض للاغتصاب على يد الإخوان والسلفيين، وذلك فى إطار محاولات أخونة المؤسسة الدينية فى عهد الرئيس السابق محمد مرسى على يد وزير الأوقاف السابق طلعت عفيفى، مؤكداً أن المساجد كانت تستخدم للترويج لسياسات النظام الحاكم وتوطيد حكم الإخوان، وأشار فى حواره ل«الوطن» إلى أن الأزهر تعرض للطعن على يد المتشددين ممن كانت ترعاهم وزارة الأوقاف ومحاولة تنفيذ أجندات سياسية باسم الدين. * فى الفترة الماضية كيف رأيت منبر الأزهر الشريف ومساجد الأوقاف؟ * أصبح بكل أسف منبر الأزهر مستباحاً لكل زاعق وناعق، وإن دل ذلك على شىء، فإنه يدل على أن الإخوان والسلفيين أرادوا السيطرة على الأزهر والهيمنة على منبره، كعبة العلم فى العالم الإسلامى، وصعودهم على المنبر ليس له طعم، والحمد لله لم يفلحوا فى أن يكونوا دعاة أو قادة أو يأخونوا الأزهر. * ما رأيك فى خطبة الدكتور صلاح سلطان القيادى الإخوانى التى ألقاها فى الأزهر مؤخراً؟ - أولا لا يصح ولا يليق أن يعلن أنهم بصدد تكوين جيش إسلامى فى العريش لمحاربة إسرائيل، فهذا كلام خطير فهل هم بصدد إنشاء جيش بديل للجيش المصرى ويتم تدريبه على الأسلحة داخل البلاد، مما يفتح الباب ويعطى غطاء لميليشيات الإخوان وغيرهم أن تنمو وتحارب بعد ذلك جموع الشعب؟ * ماذا تقصد؟ - أنا أرفض المزايدة واللعب بمشاعر الناس والتجارة باسم الدين فمن يدعى استعداده لمحاربة إسرائيل حالياً فهو يدلس وينافق ويخدع الناس، لأن البلاد غير مؤهلة لذلك وبدلاً من الحديث عن إسرائيل وغزة حالياً، كان من الأولى الانتباه إلى الدم الذى يراق يومياً فى شوارع مصر ودفع الشباب إلى التهلكة. * لم السيطرة على منبر الأزهر؟ - لأنه منبر غير عادى فهو لواء الوسطية والاعتدال وكلمته تخرج من الأفواه وتسكن القلوب، ويحظى بثقة كل المصريين والأمة الإسلامية والعربية معاً، وبالتالى حاول الإخوان إعطاء آرائهم وأفكارهم وسياساتهم شرعية من على منبر الأزهر، ولكن الشعب المصرى فرّاز ولا يمكن أن ينصاع لتلك الدعوات، بل يرفضها فى الحال، وأظن أن اعتراض بعض الناس داخل الجامع الأزهر على خطبة الدكتور يوسف القرضاوى حينما خطب مرتين مرددين هتافات «مش عايزينك هى موزة عايزة إيه»، و«يسقط حكم المرشد»، كما أن الأزهريين أنفسهم يرفضون تلوين الأزهر أو صبغته بأى صبغة دينية. * وهل كان لشيخ الأزهر دور فى ذلك؟ - شيخ الأزهر كان مغلوباً على أمره لأن الأوقاف هى التى تتحكم فى المسجد دعوياً، وبالتالى ليس مستغرباً أن نفاجأ بصفة مستمرة بالإخوان على منبر الأزهر فى عهد وزير ينفذ التعليمات، وسبق أن قلت لكل من يعتلون منبر الأزهر نحن نرفض المزايدة على الإسلام ومباركة سياسات أى نظام حاكم من الأزهر، وأتمنى من أى شخص قبل اعتلاء المنبر أن يعرف حجمه وقدره قبل مخاطبة الأمة من هذا المنبر الشامخ، فلا يعتليه إلا أبناء الأزهر منذ نعومة أظفارهم ممن تدرجوا فى التعليم الأزهرى وأين أئمة المسجد مما يحدث؟ فلا يصح السماح لأى شخص باعتلاء المنبر وهو غير أزهرى أو لا يلتزم بنهج الأزهر الشريف. * ما رأيك فى الوضع الراهن؟ - نحن فى دولة ممزقة ومهلهلة وتضيع يوماً بعد يوم وساهمت فى ذلك أخطاء النظام السابق الذى ألقى التهم على الآخرين من معارضة وإعلام وقضاء وأزهر وخلافه، ونحن دائماً مع الأزهر الذى يقول كلمة حق فى وجه سلطان جائر، ولكن الإخوان استغلوه فى منافقة الحاكم بل نادوا بتكميم الأفواه وزينوا للناس بأن فئة مندسة تحاول تخريب مصر مثلما كان يفعل نظام مبارك، فهل هذا يرضاه الإسلام؟ ولماذا لم يوص القرضاوى أو سلطان أو وزير الأوقاف من قبل، قيادات الإخوان ممن يطالبون الشرطة بضرب المتظاهرين بأن الرسول كان يوصى جيش الإسلام: «بألا يقتلوا شيخاً أو يبقروا بطناً أو يقطعوا شجراً». وهذه طبيعة تعامل الرسول مع الكفار فما بالنا بالتعامل مع المسلمين وأبناء الوطن الواحد. * إذن تم استخدام منبر الأزهر لأغراض سياسية؟ - نعم يحاولون بث أفكارهم لجماهير الأزهر، وتأييد سياسة جماعتهم تحت عباءة الدين والأزهر، ولكنى لا أرى منهم إلا قول الله تعالى: «كبر مقتاً عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون»، «وسيعلم الذين ظلموا أى منقلب ينقلبون». * من المسئول عن الجامع الأزهر حالياً؟ - ثلاث جهات هى الأوقاف على الدعوة، والمشيخة على الأرض، والآثار لكون الجامع أثرياً، والدكتور طلعت عفيفى وزير الأوقاف السابق كان مسئولاً عن اعتلاء الإخوان لمنبر الأزهر، فهم جماعة لا يهمها الصالح العام للدولة بقدر ترسيخ أقدامهم وأكبر دليل على ذلك أنه لا يوجد أى تقدم فى أى مجال من المجالات. * ألا يوجد تنسيق بين شيخ الأزهر ووزير الأوقاف فى هذا الشأن؟ - وزير الأوقاف أتى رغماً عن شيخ الأزهر، ولم يكن فى مقدور الدكتور أحمد الطيب أن يفرض رأيه على د. عفيفى، الذى اتبع سياسة الإقصاء وتنفيذ أجندة إخوانية للسيطرة على كل مقاليد الدعوة الإسلامية. وفى هذا عدم فهم لقيمة ورمزية الأزهر مما يؤكد أن ما يحدث للأزهر انتهاك قبل أن يكون اغتصاباً. * هل حاولوا توصيل رسالة من خلال منبر الأزهر؟ - أن يكون هذا المنبر للدفاع عن الإخوان ولنشر الفكر السلفى ومذهب محمد بن عبدالوهاب، ونحن استنكرنا ذلك تماماً فنحن أرواحنا فداء الأزهر ونرفض أى مساس به، وعلى استعداد للشهادة على أعتابه، فالأزهر أكبر من الأخونة والسلفنة، ولذلك نرفض أى تجارة باسم الدين من على منبر الأزهر.