فى محاولة منهم لاستعادة روح مهنة «المسحراتى» التى أوشكت على الانقراض، قرر مجموعة من أبناء أحياء «المعادى، مدينة نصر، الهرم، مصر الجديدة»، وطلبة الجامعة الألمانية، العمل كمسحراتية لكن على طريقتهم الخاصة جدا، وشكلوا حملة «كلنا المسحراتى»، ويتركز هدفها، ليس على إيقاظ المواطنين من النوم للسحور، بل إيقاظ القلوب لحث أصحابها على فعل الخير. محمد السيد، أحد شباب الحملة من المعادى، يقول: «كنت بشوف المسحراتى من زمان وهو معدى من تحت البلكونة، لكن بقالى كتير أوى ما شفتهوش؛ لذلك قررنا كلنا نقوم بدور المسحراتى على طريقتنا»، مشيرا إلى أن هناك أحياء شعبية لم تزل لديها «مسحراتى». ويقول: «مناطق شعبية قليلة جدا هى اللى لسه عندهم مسحراتى.. يا بختهم»، ويضيف: «إحنا واخدين من المسحراتى منطلق لنشاطنا، زى ما هو بيلف عشان يصحى الناس، إحنا كمان بنلف عشان نصحى الخير فى قلوبهم ونفكرهم بحاجات إيجابية ممكن يعملوها فى الشهر الكريم، سواء بتجميع شنط رمضان لتوزيعها على المحتاجين، أو بجمع الأموال لأنشطة تتلو الشهر الكريم كتزويج الفتيات اليتيمات، وسداد ديون الغارمين، وفتح بعض المشاريع الصغيرة التى تقى الفقراء شر السؤال، جمعنا 18 ألف شنطة، الواحدة تكفى أسرة من 4 أشخاص لمدة شهر، وبنعمل حسابنا بنجمع مبلغ 10 جنيه من كل متبرع لما بعد رمضان، عشان نرسخ فكرة إن الخير ما بيقفش عند الشهر الكريم بس، إحنا تجمع ل12 جمعية خيرية إضافة لفريق شبابى، كنا كل واحد فينا بيعمل جهد منفصل، قلنا نوحد الجهود ونعظم الاستفادة ونكون منظمين أكتر». على الرغم من تأثير الأحداث السياسية الحالية على تأخر توزيع بعض الشنط الرمضانية، وتغيير الجدول الذى كان مقررا اتباعه للانتهاء من النشاط قبل الشهر الكريم فإن الشباب لم ييأسوا، داعين الجميع إلى مشاركتهم بالمال أو الجهد فى إدخال الفرحة على قلوب الفقراء والمساكين بمناطق برك الخيام وبطن البقرة والمنيب وترب اليهود والبراجيل والفيوم وبنى سويف والمنيا وشبرا منت وسوهاج، إن لم يكن بالتوزيع، وذلك بالمساعدة فى التكييس أو حتى الدعاء للمسحراتى بالنجاح، و«اصحى يا نايم.. وحد الدايم.. سحور يا صايم.. رمضان كريم».