قال رئيس الوزراء السوري وائل الحلقي، اليوم، إن أعداء سوريا استهدفوا اقتصادها الذي يشهد أزمة غير مسبوقة نتيجة النزاع في البلاد، بعد فشلهم في النيل من "صمود الجيش"، مؤكدا استمرار حكومته في دعم المشتقات النفطية، التي شهدت أسعارها مؤخرا ارتفاعا كبيرا لمرات عدة. وقال الحلقي في تصريحات بثتها وكالة الأنباء الرسمية "سانا" اليوم، أن "الاقتصاد الوطني كان الهدف الأساسي للحرب الكونية خلال الأسابيع القليلة الماضية، حيث تم التركيز على البعد الاقتصادي بعد فشل أعداء الوطن في استهداف صمود جيشنا الباسل، وعدم القدرة على عزل سوريا في المؤسسات الدولية". وأشار الحلقي إلى "الاستهداف المستمر" لليرة السورية والقطاع الاقتصادي بمؤسساته الوطنية، من خلال "الحصار الجائر الذي تفرضه بعض الدول الغربية والعربية على السوريين". وفرض الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة سلسلة عقوبات اقتصادية على النظام السوري، تضمنت حظرا على استيراد الأسلحة والنفط وتجميد أرصدة شركات وإدارات وأعضاء في النظام أو مقربين منهم. وأشار الحلقي إلى أن بلاده التي كانت "تكتفي بما تنتج من النفط"، أصبحت تستورد المشتقات النفطية بأرقام هائلة، لأن "الجزء الأعظم من حقول النفط في سوريا تم استهدافه وتعطيله". وأوضح رئيس مجلس الوزراء أن سعر لتر المازوت قبل الأزمة كان يكلف الدولة 14 ليرة وتبيعه بسبع ليرات، في حين يكلفها اليوم 200 ليرة وتبيعه ب60 ليرة. ورفعت السلطات السورية في مايو الماضي سعر لتر البنزين بنسبة 23%، بعد أن كانت زادته في مارس 2013 بنسبة 18%. وتراجع إنتاج النفط في سوريا إلى نحو 20 ألف برميل يوميا، من أصل 380 ألفا كانت تُنتج قبل اندلاع الأزمة في البلاد منتصف مارس 2011، ما يعني انخفاضا بنسبة 95%، كما تراجعت كمية الغاز المنتجة إلى النصف، من 30 مليون متر مكعب إلى 15 مليونا، بحسب أرقام رسمية نُشرت في مايو 2013. وأكد الحلقي أن سوريا "رغم كل سنوات الجفاف الماضية، لا يزال لديها مخزون لعامين" من القمح، مشيرا إلى استريادها القمح "بسبب الاعتداءات الإرهابية والتعدي على الصوامع والمطاحن، وخروج أكثر من 40% من المطاحن خارج الخدمة".